للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَا تَخْلُو من أَن تكون جَوَاهِر وأعراضا وَقد اتفقنا على أَن الْقَدِيم لَيْسَ بِعرْض فَوَجَبَ أَن يكون جوهرا أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء كلهَا لَا تخرج عَن قسمَيْنِ إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ أَو قَائِم بِغَيْرِهِ والقائم بِغَيْرِهِ هُوَ الْعرض والقائم بِنَفسِهِ هُوَ الْجَوْهَر فَلَمَّا فسد من قَوْلنَا وقولكم أَن يكون قَائِما بِغَيْرِهِ وَأَن يكون عرضا ثَبت أَنه قَائِم بِنَفسِهِ وَأَنه جَوْهَر من الْجَوَاهِر

أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء كلهَا على ضَرْبَيْنِ فَضرب مِنْهَا يَصح مِنْهُ الْأَفْعَال وَهُوَ الْجَوْهَر وَضرب تتعذر وتمتنع مِنْهُ الْأَفْعَال وَهُوَ الْعرض فَلَمَّا ثَبت أَن الْقَدِيم فَاعل وَمِمَّنْ تَأتي مِنْهُ الْأَفْعَال ثَبت أَنه جَوْهَر أَو قَالُوا الدَّلِيل على ذَلِك أَنا وجدنَا الْأَشْيَاء على ضَرْبَيْنِ شرِيف وَهُوَ الْجَوْهَر الْقَائِم بِنَفسِهِ المستغني فِي الْوُجُود عَن غَيره وخسيس قَائِم بِغَيْرِهِ ومحتاج إِلَيْهِ وَهُوَ الْعرض فَلَمَّا لم يجز أَن يكون الْقَدِيم من قبيل الخسيس ثَبت أَنه شرِيف وَأَنه قَائِم بِنَفسِهِ

<<  <   >  >>