الاسمين الذين أطلقهما عليه المؤلفان؛ فإن لكتابنا هذا ـ كما عرفت ـ مؤلفين:
أحدهما: الراوي والجامع والمختار، والمصنف ـ على نمط معين، ونظام مبتدع ـ.
والآخر: المُرَتِّبْ على الوضع الحالي، على الكتب والأبواب، التي صنفت عليها أكثر دواوين العلم، في الحديث والفقه، منذ عهد مالك في ((الموطَّإ))، ثم من تبعه من الأئمة والعلماء ,على تباين آرائهم في التقسيم والتبويب، وطرق اختيارهم في التقديم والتأخير.
وإنما اخترت هذا الاسم ـ ((صحيح ابن حبان)) ـ دون الاسمين الآخرين؛ لأنه المطابق للكتاب ـ على الحقيقة ـ؛ فعلى أي ترتيب كان؛ فهو ((صحيح ابن حبان))، وهو الاسم الأشهر والأَسْيَرُ على ألسنة المحدثين والفقهاء والمخرِّجين، وعلى ألسنة الناس كافة، يقولون ـ إذا نسبوا إليه حديثاً ـ:(أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)))، أو:(صححه ابن حبان)، أو نحو ذلك من العبارات، فهو في لسانهم ـ أبداً: ـ ((صحيح ابن حبان)) يريدون: أنه رواه وأخرجه، واختاره وصححه، فسواء تقدم الحديث أو تأخر ـ في ترتيب ابن حبان الذي صنع ـ فهو
حديث رواه في كتابه، مختاراً له على شرطه، ومصححاً.
هذا إذا ما خَرَّجُوا منه حديثاً، أو نسبوه إليه، على الأكثر الغالب، الذي يندُرُ أن يقولوا غيره.
أما أذا ما تحدَّثُوا عن الكتاب نفسه، في كتب المصطلح، أو كتب التراجم ـ ونحوها ـ فإنهم أكثر ما يقولون في تسميته:" التقاسيم والأنواع "، وهذا