مَا خلق الله جَوْهَر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغير ذَلِك فكشف الغطاء عَن هَذَا من وُجُوه تَحت كل وَجه فَوَائِد لَطِيفَة ولطائف من الْحِكْمَة قَلما تسطر فِي الْكتب
الْوَجْه الأول انا شاهدنا الموجودات كلهَا بِشَهَادَة الْحس وَالْعقل على ترَتّب وتفاضل فِي النَّوْع والشخص
أما فِي المركبات الَّتِي هِيَ أقرب إِلَى حواسنا فالمعادن والنباتات وَالْحَيَوَان وَالْإِنْسَان على تفاضل وانْتهى ذَلِك بالانسان وانْتهى الانسان بالشخص الْوَاحِد الْأَفْضَل من الْكل كالنبي فِي زَمَانه وَالْوَلِيّ فِي كل زمَان
وَرُبمَا يعبر لِسَان النُّبُوَّة عَن ذَلِك الْوَاحِد بانه أول مَا خلق الله تَعَالَى فالروحانيات انْتَهَت بِروح الْقُدس أَو الْعقل الفعال أَو شَدِيد القوى ذُو مرّة فَاسْتَوَى وَهُوَ أول المبدعات ثمَّ ينزل بالترتب والتفاضل كَمَا قيل أول مَا خلق الله عزو جلّ الْعقل ثمَّ النَّفس ثمَّ الهيولي أَو مَا رُوِيَ فِي الْخَبَر ان أول مَا خلق الله عز وَجل الْقَلَم ثمَّ اللَّوْح ثمَّ الظلمَة الْخَارِجَة
وَأما الجسمانيات فقد انْتَهَت بالجرم الْأَقْصَى وَهُوَ مَا رُوِيَ أَن أول مَا