وَأما قَوْله وخالفت أَمر الله فِي قَوْله تَعَالَى (وَقرن فِي بيوتكن وَلَا تبرجن تبرج الْجَاهِلِيَّة الأولى) فَهِيَ رَضِي الله عَنْهَا لم تتبرج تبرج الْجَاهِلِيَّة الأولى وَالْأَمر بالإستقرار فِي الْبيُوت لَا يُنَافِي الْخُرُوج لمصْلحَة مَأْمُور بهَا كَمَا لَو خرجت لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة اَوْ خرجت مَعَ زَوجهَا فِي سفر فَإِن هَذِه الْآيَة نزلت فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد سَافر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهن بعد ذَلِك فِي حجَّة الْوَدَاع سَافر بعائشة رَضِي الله عَنْهَا وَغَيرهَا وأرسلها مَعَ عبد الرَّحْمَن أَخِيهَا فأردفها خَلفه وأعمرها من التَّنْعِيم
وَحجَّة الْوَدَاع كَانَت قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَقَلّ من ثَلَاثَة أشهر بعد نزُول هَذِه الْآيَة وَلِهَذَا كن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحججن كَمَا حججن فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ عمر يُوكل بقطارهن عُثْمَان أَو عبد الرَّحْمَن بن عَوْف