للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلع

وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى (وَلَو أَن للَّذين ظلمُوا مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا وَمثله مَعَه لأفتدوا بِهِ) فَلْينْظر الْمنصف قَول الرجلَيْن عِنْد احتضارهما وَقَول على مَتى ألْقى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه

مَتى أَلْقَاهَا مَتى ينبعث أشقاها وَقَوله حِين قَتله فزت وَرب الْكَعْبَة وَالْجَوَاب أَن فِي هَذَا الْكَلَام من الْجَهَالَة مَا يدل على فرط جهل قَائِله

فَمَا نَقله عَن عَليّ قد نقل مثله عَمَّن هُوَ دونه بل قَالَه أَيْضا بعض الْخَوَارِج

وَقَالَ بِلَال عَتيق أبي بكر عِنْد الإحتضار وَامْرَأَته تَقول واحزناه وَهُوَ يَقُول واطرباه غَدا ألْقى الْأَحِبَّة مُحَمَّد وَحزبه

وَفِي البُخَارِيّ عَن الْمسور بن مخرمَة قَالَ لما طعن عمر جعل يألم فَقَالَ ابْن عَبَّاس وَكَأَنَّهُ يجزعه أَي يزِيل جزعه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَئِن كَانَ ذَلِك لقد صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأحسنت صحبته ثمَّ فارقته وَهُوَ عَنْك رَاض

ثمَّ صَحِبت أَبَا بكر فأحسنت صحبته ثمَّ فارقته وَهُوَ عَنْك رَاض

ثمَّ صَحِبت الْمُسلمين فأحسنت صحبتهم وَلَئِن فَارَقْتهمْ لتفارقنهم وهم عَنْك راضون

فَقَالَ أما مَا ذكرت من صُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرضَاهُ فَإِن ذَلِك من من الله من بِهِ عَليّ

وَأما مَا ذكرت من صُحْبَة أبي بكر وَرضَاهُ فَإِن ذَلِك من من الله من بِهِ عَليّ وَأما مَا ترى من جزعي فَهُوَ من أَجلك وَأجل أَصْحَابك

وَالله لَو أَن لي طلاع الأَرْض لأفتديت بِهِ من عَذَاب الله قبل أَن أرَاهُ

فقد مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنهُ رَاض وَمَات هُوَ ورعيته عَنهُ راضون مقرون بعدله وَالله عَنهُ رَاض وخشيته من الله وخوفه مِنْهُ لكَمَال علمه فَإِن الله تَعَالَى يَقُول (إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء) وَقد كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي ولصدره أزيز كأزيز أرجل من الْبكاء

وَفِي صَحِيح مُسلم أَنه لما قتل عُثْمَان بن مَظْعُون قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله مَا أَدْرِي وَأَنا رَسُول الله مَا يفعل بِي وَلَا بكم وَقَالَ لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا وَعَن أبي ذَر قَالَ

وددت أَنِّي شَجَرَة تعضد

وَأما

<<  <   >  >>