للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الْكَافِر فَإِنَّهُ يَقُول (يَا لَيْتَني كنت تُرَابا) فِي الْقِيَامَة وَكَذَلِكَ (لَو أَن لَهُم مَا فِي الأَرْض لأفتدوا بِهِ) يَوْم الْقِيَامَة

وَأما الدُّنْيَا فَمن جعل خوف الْمُؤمن من ربه كخوف الْكَافِر فِي الْآخِرَة فَهُوَ كمن جعل الظُّلُمَات كالنور والظل كالحرور

وَمن ولي الْأمة فَعدل عدلا يشْهد بِهِ عامتهم وَهُوَ فِي ذَلِك خَائِف وَجل من أَن يكون ظلم أفضل مِمَّن يَقُول كثير من رَعيته إِنَّه ظلم وَهُوَ فِي نَفسه مدل بِعَمَلِهِ

وبعدل عمر يضْرب الْمثل

قلت وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة عَن جَعْفَر الصَّادِق عَن أَبِيه عَن جَابر أَن عليا دخل على عمر وَهُوَ مسجي فَقَالَ صلى الله عَلَيْك

وَهَذَا من أصح الْأَخْبَار

وَقَالَ ابْن الْمُبَارك وَغَيره عَن عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن النَّوْفَلِي الْمَكِّيّ عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وضع عمر على سَرِيره فتكنفه جمَاعَة يدعونَ ويثنون فَلم يرعني إِلَّا رجل أَخذ بمنكبي فَإِذا عَليّ فترحم على عمر وَقَالَ مَا خلفت أحدا أحب إِلَى أَن ألْقى الله بِمثل عمله مِنْك وَهَذَا أَيْضا صَحِيح

قَالَ وَعَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مَرضه ائْتُونِي بدواه وبيضاء لأكتب لكم كتابا لَا تضلون من بعدِي

فَقَالَ عمر إِن الرجل ليهجر حَسبنَا كتاب الله

فَكثر اللَّغط فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرجُوا عني لَا يَنْبَغِي التَّنَازُع لدي

قَالَ ابْن عَبَّاس إِن الرزية كل الرزية مَا حَال بَيْننَا وَبَين كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَقَالَ عمر لما مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا مَاتَ مُحَمَّد وَلَا يَمُوت حَتَّى يقطع أَيدي رجال وأرجلهم

فَلَمَّا نَهَاهُ أَبُو بكر وتلا عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى (إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون) وَقَوله تَعَالَى (أَفَإِن مَاتَ أَو قتل انقلبتم) قَالَ كَأَنِّي مَا سَمِعت هَذِه الْآيَة

فَيُقَال أما عمر فقد ثَبت من علمه وفضله مَا لم يثبت لأحد غير أبي بكر قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد كَانَ فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدثون فَإِن يكن فِي أمتِي أحد فعمر قَالَ ابْن وهب مَعْنَاهُ ملهمون

أخرجه مُسلم عَن عَائِشَة

<<  <   >  >>