للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والآن فقد رَأَيْت أَن يبعن فَقَالَ لَهُ قاضيه عُبَيْدَة السَّلمَانِي رَأْيك مَعَ رَأْي عمر فِي الْجَمَاعَة أحب إِلَيْنَا من رَأْيك وَحدك فِي الْفرْقَة وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث عُبَيْدَة عَن عَليّ قَالَ اقضوا كَمَا كُنْتُم تقضون فَإِنِّي أكره الإختلاف حَتَّى يكون للنَّاس جمَاعَة أَو أَمُوت كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي رَوَاهُ ابْن سِيرِين عَن عُبَيْدَة فَكَانَ ابْن سِيرِين يرى أَن عَامَّة مَا يرْوى عَن عَليّ الْكَذِب

واما حَدِيث تقتيل النَّاكِثِينَ والقاسطين والمارقين فموضوع على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد قَالَ ابْن عمر مَا رَأَيْت عمر يَقُول لشَيْء إِنِّي لأراه كَذَا وَكَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَقُول فالنصوص وَالْإِجْمَاع والإعتبار يدل على أَن رَأْي عمر أَجود من رَأْي عُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَلِهَذَا كَانَت آثَار رَأْيه محمودة وَمَا يتمارى فِي كَمَال سيرته وَعلمه من لَهُ أدنى مسكة من إنصاف وَلَا يطعن على أبي بكر وَعمر إِلَّا جَاهِل غر اَوْ ملحد مُنَافِق توسل بالطعن فيهمَا إِلَى الطعْن فِي الرَّسُول وَدين الْإِسْلَام

وَهَذَا حَال من ابتدع الرَّفْض وَحَال الباطنية

وَإِذا قَالَ الرافضي عَليّ مَعْصُوم لَا يَقُول بِرَأْيهِ بل كل مَا قَالَه فَهُوَ مثل النَّص

قيل لَهُ نظيرك فِي الطّرف الآخر الْخَوَارِج الَّذين كفروه

قَالَ وَجعل بعده الْأَمر شُورَى وَخَالف فِيهِ من تقدمه وتأسف على سَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَقَالَ لَو كَانَ حَيا لم يختلجني فِيهِ شكّ وأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ حَاضر وَذكر فصلا طَويلا

وَالْجَوَاب أَن هَذَا الْكَلَام كُله لَا يخرج عَن قسمَيْنِ إِمَّا كذب فِي النَّقْل وَإِمَّا قدح فِي الْحق فَإِن مِنْهُ مَا هُوَ كذب مَعْلُوم الْكَذِب أَو غير مَعْلُوم الصدْق

وَمَا علم أَنه صدق فَلَيْسَ فِيهِ مَا يُوجب الطعْن على عمر رَضِي الله عَنهُ بل ذَلِك مَعْدُود من فضائله ومحاسنه الَّتِي ختم الله لَهُ بهَا عمله

وَلَكِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم لفرط جهلهم وهواهم يقلبون الْحَقَائِق فِي الْمَنْقُول والمعقول فَيَأْتُونَ إِلَى الْأُمُور الَّتِي وَقعت وَعلم أَنَّهَا

<<  <   >  >>