للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر فَإِن أكَابِر الصَّحَابَة أَسْلمُوا على يَد أبي بكر

وَأما عمر فَإِنَّهُ حِين أسلم عز الْإِسْلَام قَالَ ابْن مَسْعُود مَا زلنا أعزة مُنْذُ أسلم عمر

فقد انْفَرد الشَّيْخَانِ بالجهادين اللَّذين لَا نَظِير لَهما وَلَا حَظّ لعَلي فِي هَذَا أصلا

وَأما الرَّأْي والمشورة فخالص لأبي بكر وَعمر

بَقِي الثَّالِث فَكَانَ أقل عمل الرَّسُول لَا عَن جبن وَوجدنَا عليا لم ينْفَرد بِالسَّبقِ فِيهِ بل شَاركهُ فِيهِ غَيره شركَة الْعَنَان كطلحة وَالزُّبَيْر وَسعد وَحَمْزَة وَعبيدَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَمصْعَب بن عُمَيْر وَسعد بن معَاذ وَسماك أبي دُجَانَة

وَوجدنَا أَبَا بكر وَعمر قد شركاه فِي ذَلِك بحظ وَإِن لم يلحقا بحظوظ هَؤُلَاءِ وَإِنَّمَا ذَلِك لشغلهما بالأفضل من مُلَازمَة الرَّسُول ومؤازرته وَقد بعثهما على الْبعُوث أَكثر مِمَّا بعث عليا وَمَا نعلم لعَلي بعثا إِلَّا إِلَى بعض حصون خَيْبَر ففتحه

فصل

وقولك إِنَّه بِسَيْفِهِ ثَبت قَوَاعِد الْإِسْلَام وتشيدت أَرْكَان الْإِيمَان فكذب بَين لكل من عرف أَيَّام الْإِسْلَام بل سَيْفه جُزْء من أَجزَاء كَثِيرَة جدا من أَسبَاب تثبيت قَوَاعِد الْإِسْلَام وَكثير من الوقائع الَّتِي ثَبت الله بهَا الْإِسْلَام لم يكن لسيفه فِيهَا أثر وَكَانَ سَيْفه يَوْم بدر سَيْفا من سيوف كَثِيرَة وغزوات الْقِتَال كلهَا تسع وَبعد الرَّسُول لم يشْهد حَرْب فَارس وَلَا الرّوم وَلَا شَيْئا من تِلْكَ الْمَلَاحِم المهولة

وَكَانَ نَصره فِي مغازيه تبعا لنصر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وحروبه الْكِبَار فِي خِلَافَته الْجمل وصفين والنهروان فَكَانَ منصورا لِأَن جَيْشه كَانَ أَكثر عددا من المقاتلين لَهُ وَمَعَ ذَلِك فَمَا استظهر على أهل الشَّام بل كَانَ وهم كفرسى رهان

<<  <   >  >>