الْمَجْرُوح
فَإِذا شهدُوا بإستحقاق أبي بكر وَجب أَن يَكُونُوا صَادِقين وَكَذَا إِذا شهدُوا كلهم أَن هَذَا صَالح وَهَذَا عَاص وَجب قبُول شَهَادَتهم
وَقَالَ تَعَالَى (وَمن يُشَاقق الرَّسُول من بعد مَا تبين لَهُ الْهدى وَيتبع غير سَبِيل الْمُؤمنِينَ نوله مَا تولى ونصله جَهَنَّم) فتوعد على إتباع غير سَبيله كَمَا توعد على مشاقة الرَّسُول فَكل مِنْهُمَا مَذْمُوم فَإِذا أصفقوا على تَحْرِيم أَو حل وَخَالفهُم مُخَالف فقد أتبع غير سبيلهم فيذم
وَقَالَ (واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا) فَلَو كَانُوا فِي حَال الإجتماع كالتفرق لم يبْق فرق
وَقَالَ (إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا) جعل مُوَالَاتهمْ كموالاة الله وَالرَّسُول وَالله لَا يجمع هَذِه الْأمة على ضَلَالَة
وأحق النَّاس بِهَذَا الصَّحَابَة فَثَبت أَن مَا فَعَلُوهُ من خلَافَة أبي بكر حق وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أثنيتم عَلَيْهِ خيرا وَجَبت لَهُ الْجنَّة وَمن أثنيتم عَلَيْهِ شرا وَجَبت لَهُ النَّار أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض
قَالَ وَأَيْضًا الْإِجْمَاع إِنَّمَا يعْتَبر فِيهِ قَول الْكل وَهَذَا لم يحصل وَقد أجمع أَكثر النَّاس على قتل عُثْمَان
قُلْنَا أجبنا على هَذَا وَإنَّهُ لَا يقْدَح فِي إتفاق أهل الْحل وَالْعقد شذوذ من خَالف
وَأما عُثْمَان فَإِنَّمَا قَتله طَائِفَة قَليلَة باغية ظالمة
قَالَ وكل وَاحِد يجوز عَلَيْهِ الْخَطَأ فَأَي عَاصِم لَهُم عَن الْكَذِب عِنْد الْإِجْمَاع قُلْنَا إِذا حصل بِالْإِجْمَاع من الصِّفَات مَا لَيْسَ للآحاد لم يجز أَن يَجْعَل حكم الْوَاحِد حكم الْإِجْمَاع
فالآحاد يجوز عَلَيْهِم الْغَلَط وَالْكذب فَإِذا انْتَهوا إِلَى حد التَّوَاتُر إمتنع عَلَيْهِم الْغَلَط وَالْكذب
وكل وَاحِد من اللقم لَا يشْبع وبالإجتماع يحصل الشِّبَع
وَالْوَاحد لَا يقدر قتال الْعَدو فَإِذا إجتمع عدد قدرُوا
فالكثرة تُؤثر قُوَّة وعلما
قَالَ تَعَالَى (أَن تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى) وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الْإِثْنَيْنِ أبعد
وَمَعْلُوم أَن السهْم الْوَاحِد يكسرهُ