الْآيَات وَالْأَخْبَار من كَلَام الْمَشَايِخ والرموز الدقيقة وتصانيفه فِيهَا الْمَشْهُورَة إِلَى غير ذَلِك من نظم الْأَشْعَار اللطيفة على لِسَان الطَّرِيقَة وَلَقَد عقد لنَفسِهِ مجْلِس الْإِمْلَاء فِي الحَدِيث سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَ يملي إِلَى خمس وَسِتِّينَ يذّنب أَمَالِيهِ بأبياته وَرُبمَا يتَكَلَّم على الحَدِيث بإشاراته ولطائفه وَله فِي الْكِتَابَة طَريقَة أنيقة رشيقة تبز على النّظم وَلَقَد قَرَأت فصلا ذكره عَليّ بن الْحَسَنِ فِي دمية الْقصر وَهُوَ أَن قَالَ الإِمَام زين الْإِسْلَام أَبُو الْقسم جَامع لأنواع المحاسن تنقاد لَهُ صعابها ذلل المراسن وَلَو قرع الصخر بِسَوْط تحذيره لذاب وَلَو ربط إِبْلِيس فِي مجْلِس تذكيره لتاب وَله فصل الْخطاب فِي فضل الْمنطق المستطاب ماهر فِي التَّكَلُّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ خَارج فِي إحاطته بالعلوم عَن الْحَد البشري كَلِمَاته للمستفيدين فرائد وفوائد وعتبات منبره للعارفين وسائد وَله شعر يتتوج بِهِ رُؤُوس معاليه إِذَا ختمت بِهِ أذنَاب أَمَالِيهِ قَالَ عبد الغافر وَقد أَخذ طَرِيق التصوف من الْأُسْتَاذ أَبِي عَليّ الدقاق وَأَخذهَا أَبُو على عَن أبي الْقسم النَّصْر أباذي والنصر أباذي عَن الشبلي والشبلي عَن الْجُنَيْد والجنيد عَن السّري السَّقطِي وَالسري عَن مَعْرُوف الْكَرْخِي ومعروف عَن دَاوُد الطَّائِي وَدَاوُد لَقِي التَّابِعين هَكَذَا كَانَ يذكر إسنَاد طَرِيقَته وَمن جملَة أَحْوَاله مَا خص بِهِ من المحنة فِي الدّين والاعتقاد وَظُهُور التعصب بَين الْفَرِيقَيْنِ فِي عشر سنة أَرْبَعِينَ إِلَى خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وميل بعض الْوُلَاة إِلَى الْأَهْوَاء وسعي بعض الرؤساء والقضاة إِلَيْهِ بالتخليط حَتَّى أدّى ذَلِك إِلَى رفع الْمجَالِس وتفرق شَمل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute