للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّوْت للنَّظَر مليح الْكَلَام فَحصل طَريقَة إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَتخرج بِهِ فِيهَا وَصَارَ من وُجُوه الْأَصْحَاب ورؤس المعيدين فِي الدَّرْس وَكَانَ ثَانِي الْغَزالِيّ بل أَمْلَح وَأطيب فِي النّظر وَالصَّوْت وَأبين فِي الْعبارَة والتقرير مِنْهُ وَإِن كَانَ الْغَزالِيّ أحد وأصوب خاطرا وأسرع بَيَانا وَعبارَة مِنْهُ وَهَذَا كَانَ يُعِيد الدَّرْس على جمَاعَة حَتَّى تخْرجُوا بِهِ وَكَانَ مواظبا على الإفادة والاستفادة ثمَّ اتَّصل بعد موت إِمَام الْحَرَمَيْنِ بمجد الْمُلك فِي زمَان بركيارق وحظى عِنْده ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق وَأقَام مُدَّة يدرس بِبَغْدَادَ فِي الْمدرسَة النظامية إِلَى أَن توفّي فِيهَا

وَذكر شيخنَا الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ وَلم أسمعهُ مِنْهُ قَالَ توفّي الإِمَام شمس الْإِسْلَام أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالكيا الهراسي بِبَغْدَادَ يَوْم الْخَمِيس مستهل الْمحرم سنة أَربع وَخَمْسمِائة

سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْفضل مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بن عطاف الْموصِلِي الْفَقِيه بِبَغْدَادَ يَقُول شهِدت دفن الكيا رَحمَه اللَّه فِي تربة الشَّيْخ أبي اسحق الشِّيرَازِيّ رَحمَه اللَّه وَحضر دَفنه الشريف أَبُو طَالب الزَّيْنَبِي وقاضي الْقُضَاة أَبُو الْحَسَنِ بن الدَّامغَانِي وكانَا مقدمي أَصْحَاب أَبِي حنيفَة رَحمَه اللَّه وَكَانَ بَينه وَبَينهمَا منَافسة فِي حَال حَيَاته فَوقف أَحدهمَا عِنْد رَأس قَبره وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ فَقَالَ ابْن الدَّامغَانِي متمثلا ... وَمَا تغني النوادب والبواكي

وَقد أَصبَحت مثل حَدِيث أمس ...

وَأنْشد الزَّيْنَبِي متمثلا ... عقم النِّسَاء فَمَا يلدن شبيهه

إِن النِّسَاء بِمثلِهِ عقم ...

<<  <   >  >>