للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلوقين وَمن الْمَشْهُور الْمَعْلُوم أَن الْأَئِمَّة الْفُقَهَاء على اخْتِلَاف مذاهبهم فِي الْفُرُوع كَانُوا يصرحون بِهَذَا الِاعْتِقَاد ويدرسونه ظَاهرا مكشوفا لأصحابهم وَمن هَاجر من الْبِلَاد إِلَيْهِم وَلم يتجاسر أحد على إِنْكَاره وَلَا تجوز متجوز بِالرَّدِّ عَلَيْهِم دون الْقدح والطعن فيهم وَإِن هَذِهِ عقيدة أَصْحَاب الشَّافِعِي رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ يدينون اللَّه تَعَالَى بهَا ويلقونه باعتقادها ويبرؤن إِلَيْهِ من سواهَا من غير شكّ وَلَا انحراف عَنْهَا وَمَا لهَذِهِ الْعِصَابَة مُسْتَند وَلَا للحق مغيث يعْتَمد إِلَّا اللَّه تَعَالَى ورأفة الْمجْلس السَّامِي الأجلي العالمي العادلي القوامي النظامي ارضوي أمتعه الله بحياة يَأْمَن خطوبها باسمة فَلَا يعرف قطوبها فَإِن لم ينصر مَا أظهره ويشيد مَا أسسه وعمره بِأَمْر جزم وعزم حتم يزْجر أهل الغواية عَن غيهم ويردع ذَوي الاعناد عَن بغيهم وَيَأْمُر بالمبالغة فِي تأديبهم رَجَعَ الدّين بعد تبسمه قطوبا وَعَاد الْإِسْلَام كَمَا بَدَأَ غَرِيبا وعيونهم ممتدة إِلَى الْجَواب بَنِيل المأمول وَالْمرَاد وَقُلُوبهمْ متشوفة إِلَى النُّصْرَة والإمداد فَإِن هُوَ لم ينعم النّظر فِي الْحَادِث الَّذِي طرقهم وَيصرف مُعظم هممه الْعَالِيَة إِلَى الكارث الَّذِي أزعجهم وأقلقهم ويكشف عَن الشَّرِيعَة هَذِهِ الْغُمَّة ويحسم نزعات الشَّيْطَان بَين هَذِهِ الْأمة كَانَ عَن هَذِهِ الظلامة يَوْم الْقِيَامَة مسؤولا إِذْ قد أدّيت إِلَيْهِ النصائح والأمانَات من أهل المعارف والديانَات وبرئوا من عُهْدَة مَا سَمِعُوهُ بِمَا أدوه إِلَى سَمعه العالي وبلغوه وَالْحجّة لِلَّه تَعَالَى متوجهة نَحوه بِمَا مكنه فِي شَرق الأَرْض وغربها وَبسط قدرته فِي عجمها وعربها وَجعل إِلَيْهِ الْقَبْض والإبرام واصطفاه من جَمِيع الأنَام فَمَا ترد

<<  <   >  >>