للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَحمَه اللَّه من أَنه كَانَ أجِير الفامي وَأَنه إِنَّمَا ارْتَفع قدره بمداخلة السلاطين لَا بِالْعلمِ فعين الْجَهْل والتعامي وَهل يُنكر فضل الْقَاضِي أَبِي بكر فِي الْعلم والفهم من شم أدنى شمة من الْعلم وتصانيفه فِي الْخلق مبثوثة وعلومه عَنهُ مستفادة موروثة وَقد كَانَ يدرس الْمدَّة الطَّوِيلَة فِي دَار السَّلَام ويصنف الْكتب الجليلة فِي قَوَاعِد الْإِسْلَام وَيُؤْخَذ عَنهُ علم الْفِقْه على مَذْهَب مَالك بن أنس وَينْتَفع بدروسه فِي أصُول الدّين وَالْفِقْه كل مقتبس والرحلة إِلَيْهِ من الشرق والغرب فَقَوله فِي حَقه قَول من لَا يتحاشى من الْكَذِب

وَقَوله إِن أَبَا الْحسن الطَّبَرِيّ رَفِيق أَبِي بكر بن الباقلاني لم يظْهر بالْكلَام قطّ

فَقَوْل جَاهِل بِالرِّجَالِ قَلِيل الِاحْتِرَاز فِيمَا يحكيه بالتحفظ فِيهِ والضبط فَإِن أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مهْدي الطَّبَرِيّ مبرز فِي علم الْكَلَام مَذْكُور وَكتابه فِي الْكَلَام على الْمُتَشَابه من الْآيَات وَأَحَادِيث الصِّفَات مَشْهُور وَلَيْسَ هُوَ رَفِيق الْقَاضِي أَبِي بكر بن الباقلاني وأعجب من خطأه الأول فِيهِ خطأه الثَّانِي وَإِنَّمَا هُوَ تلميذ أَبِي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَمِنْه تعلم وَله صحب بُرْهَة من الزَّمَان وَبِه

<<  <   >  >>