للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدم وَأَسَانِيده فَلَا حَاجَة بِي إِلَى أَن أُعِيدهُ وَقد زرت قَبره بِبَغْدَادَ غير مرّة واعتبرت بِرُؤْيَة تربته أوفى عِبْرَة وَعند قَبره من قُبُور أَصْحَابه ثَلَاثَة قُبُور كل ذِي قبر مِنْهَا مَشْهُور غير منكور فالمقبور فِي الأول ابْن مُجَاهِد وأَبُو بكر ابْن بنت أَبِي بكر بن فورك صَاحب الْقَبْر الثَّانِي والمدفون فِي الْقَبْر الثَّالِث أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَتيق بن مُحَمَّد الْمُتَكَلّم القيرواني وَقد ولع بعض جهال الحنَابلة بقبره ضِرَارًا وَخرب مَا بني على تربته رَوَاهَا الله برحمته مرَارًا فَمَا ضرّ ذَلِك أَبَا الْحسن وَلَا نقص من قدره كَمَا لم يضر عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من بعض الروافض تحريق قَبره

حَدثنَا الشَّيْخُ أَبُو النَّجْم هِلَال بن حسن بن أَحْمَدَ الْفَقِيه بِجَامِع دمشق من لَفظه قَالَ كنت بِبَغْدَادَ فقصدت زِيَارَة قبر أَحْمد بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جمَاعَة من أهل بَغْدَاد والعجم فَلَمَّا رجعنَا اجتزنَا بِقَبْر أَبِي الْحسن الْأَشْعَرِيّ رَحمَه اللَّه وَكَانَ فِي جملتنَا رجل بغدادي مِمَّن ينتمي إِلَى مَذْهَب الحنَابلة فَتخلف عنَا بعد ذهابنَا من تربته وأحدث على قَبره وَلحق بنَا فأَخْبَرنِي بذلك فَكبر عليَّ صَنِيعه وعاتبته على فعله فَقَالَ لَو قدرت على عِظَامه لنبشتها وأحرقتها فَقلت لَهُ إِن أَبَا الْحسن لَا يضرّهُ ذَلِك فَإِنَّهُ قد مَاتَ مُنْذُ زمَان فَلَمَّا كَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة أَصَابَهُ فِي بَيته بلَاء من بلَاء الله عزوجل فَكَانَ يتضرب ويلقي الدَّم من حلقه وَبَقِي ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ مَاتَ واشتهر بَين النَّاس أمره وَلَوْلَا أَن الْأَهْوَازِي جهل مَوضِع قَبره أَو نسي مَا حكى مَا ذكره عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد المحرسي وَإِنَّمَا أَرَادَ الله عزوجل

<<  <   >  >>