أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد العسكري بالأهواز وَكَانَ من المخلصين فِي مذْهبه الْمُتَقَدِّمين فِي نصرته يَعْنِي مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ يَقُول كَانَ الْأَشْعَرِيّ تلميذ الجبائي يدرس عَلَيْهِ فيتعلم مِنْهُ وَيَأْخُذ عَنهُ لَا يُفَارِقهُ أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ صَاحب نظر فِي الْمجَالِس وَذَا إقدام على الْخُصُوم وَلم يكن من أهل التصنيف وَكَانَ إِذَا أَخذ الْقَلَم يكْتب رُبمَا يَنْقَطِع وَرُبمَا يَأْتِي بِكَلَام غير مرضِي وَكَانَ أَبُو عَليّ الجبائي صَاحب تصنيف وقلم إِذَا صنف يَأْتِي بِكُل مَا أَرَادَ مستقصى وَإِذا حضر الْمجَالِس ونَاظر لم يكن بمرضٍ وَكَانَ إِذَا دهمه الْحُضُور فِي الْمجَالِس يبْعَث الْأَشْعَرِيّ وَيَقُول لَهُ نب عني وَلم يزل على ذَلِك زَمَانا فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا حضر الْأَشْعَرِيّ نَائبًا عَن الجبائي فِي بعض الْمجَالِس ونَاظره إِنْسَان فَانْقَطع فِي يَده وَكَانَ مَعَه رجل من الْعَامَّة فنثر عَلَيْهِ لوزًا وسكرًا فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَرِيّ مَا صنعت شَيْئا خصمي استظهر عليّ وأوضح الْحجَّة وانقطعت فِي يَده كَانَ هُوَ أَحَق بالنثار مني ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك أظهر التَّوْبَة والانتقال عَن مذْهبه هَذِهِ الْحِكَايَة تدل على قُوَّة أَبِي الْحسن رَحمَه اللَّه فِي المنَاظرة واطراحه فِيهَا مَا يَسْتَعْمِلهُ بعض المجادلين من المكابرة وتنبىء عَن وفور عقله وإنصافه لإِقْرَاره بِظُهُور خَصمه واعترافه
فَأَما مَا ذكر فِيهِ عَنهُ من رداءة التصنيف وجمود خاطره عِنْد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute