للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعاويهم فَلَو مروا إِلَيْهِ وبينوا للمعتصم لارتدع المعتصم وَلَكِن أسلموه فَجرى على أَحْمد بن حَنْبَل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا جرى وَأَنت أَيهَا الشَّيْخ تسلك سبيلهم حَتَّى يجْرِي على الْفُقَهَاء مَا جرى على أَحْمد وَيَقُولُونَ بِخلق الْقُرْآن وَنفى رُؤْيَة اللَّه تَعَالَى وَهَا أنَا خَارج إِن لم تخرج قَالَ فَخرجت مَعَ الرَّسُول نَحْو شيراز فِي الْبَحْر حَتَّى وصلت إِلَيْهَا ثمَّ ذكر من دُخُوله على الْملك ومنَاظرته مَعَ الْمُعْتَزلَة وقطعه إيَّاهُم مَا ذكر قَالَ ثمَّ دفع إِلَيْهِ الْملك ابْنه يُعلمهُ مَذْهَب أهل السّنة وَألف لَهُ كتاب التَّمْهِيد فَتعلق أهل السّنة بِهِ تعلقًا شَدِيدا وَكَانَ الْقَاضِي أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَارس هَذَا الْعلم مُبَارَكًا على هَذِهِ الْأمة كَانَ يلقب شيخ السّنة ولسان الْأمة وَكَانَ مالكيًّا فَاضلا متورعًا مِمَّن لم يحفظ عَلَيْهِ زلَّة قطّ وَلَا انتسبت إِلَيْهِ نقيصة ذكر يَوْمًا عِنْد شيخنَا أَبِي عَبْد اللَّهِ الصَّيْرَفِي رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ فَقَالَ كَانَ صَلَاح الْقَاضِي أَكثر من علمه وَمَا نفع اللَّه هَذِهِ الْأمة بكتبه وبثها فيهم إِلَّا لحسن سَرِيرَته وَنِيَّته واحتسابه ذَلِك عِنْد ربه وَذكر من فَضله كثيرا وَحكى بعض شيوخنَا أَن الْقَاضِي كَانَ يدرس نَهَاره وَأكْثر ليله وَكَانَ حصنًا من حصون الْمُسلمين وَمَا سر أهل الْبِدْعَة بِشَيْء كسرورهم بِمَوْتِهِ رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه إِلَّا أَنه خلف بعده من تلاميذه جمَاعَة كَثِيرَة تفَرقُوا فِي الْبِلَاد أَكْثَرهم بالعراق وخراسان وَنزل مِنْهُم إِلَى الْمغرب رجلَانِ أَحدهمَا أَبُو عَبْدِ الله الأندي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِه انْتفع أهل القيروان وَترك بهَا من تلاميذه مبرزين مشاهير جمَاعَة أدْركْت أَكْثَرهم وَكَانَ رجلا ذَا علم وأدب أَخْبَرنِي بعض شيوخنَا عَنهُ رَحمَه اللَّه

<<  <   >  >>