للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَي وَالْكفَّار الَّذين هم فِي عدد الْمَوْتَى لأَنهم لَا يسمعُونَ وَلَا يعْقلُونَ لإعراضهم عَن سَماع الْحق قلت قَالَ الله {وَلَو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم} ثمَّ قَالَ {وَلَو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ خلقهمْ كَافِرين وَكتب عَلَيْهِم أَنهم لَا يُؤمنُونَ

وَقَالَ الْحسن وَمُجاهد فِي قَوْله تَعَالَى {والموتى يَبْعَثهُم الله} الْمَعْنى أَن الْكفَّار مثل الْمَوْتَى وَالله يوفق من يَشَاء إِلَى الْإِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله فَيكون ذَلِك بَعثهمْ من مَوْتهمْ

قلت وَهَذَا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ} شبه الْكفْر بِالْمَوْتِ وَالْإِيمَان بِالْحَيَاةِ كَمَا شبه الْكَافِر بالظلمات وَالْإِيمَان بِالنورِ فِي قَوْله تَعَالَى {لتخرج النَّاس من الظُّلُمَات إِلَى النُّور}

وكما قَالَ تَعَالَى {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا} وَالْخَارِج مِنْهَا هُوَ الَّذِي بَعثه الله من مَوته بالْكفْر إِلَى حَيَاته بِالْإِيمَان فَافْهَم ذَلِك كُله فَهُوَ بَين كَمَا ترى وفيهَا قَوْله {وَالَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا صم وبكم فِي الظُّلُمَات من يشإ الله يضلله وَمن يَشَأْ يَجعله على صِرَاط مُسْتَقِيم}

<<  <   >  >>