بِالْحَقِّ وبصحة تَوليته للولاة وتقليده للقضاة وَصرف حُقُوق الله اليه ليصرفها إِلَى مصارفها وبوجهها إِلَى مظانها ومواقعها ونتكلم فِي هَذِه الصِّفَات الاربع على التَّرْتِيب
القَوْل فِي الصّفة الأولى وَهِي النجدة فَنَقُول مُرَاد الائمة بالنجدة ظُهُور الشَّوْكَة وموفور الْعدة والاستظهار بالجنود وَعقد الالوية والبنود والاستمكان بتضافر الاشياع والاتباع من قمع الْبُغَاة والطغاة ومجاهدة الْكَفَرَة والعتاة وتطفئة نائرة الْفِتَن وحسم مواد المحن قبل أَن يستظهر شررها وينتشر ضررها هَذَا هُوَ المُرَاد بالنجدة وَهِي حَاصِلَة لهَذِهِ الْجِهَة المقدسة فالشوكة فِي عصرنا هَذَا من اصناف الْخَلَائق للترك وَقد اسعدهم الله تَعَالَى بموالاته ومحبته حَتَّى انهم يَتَقَرَّبُون الى الله بنصرته وقمع اعداء دولته ويتدينون باعتقاد خِلَافَته وامامته وَوُجُوب طَاعَته كَمَا يندينون بِوُجُوب اوامر الله وبتصديق رسله فِي رسَالَته فَهَذِهِ نجدة لم يثبت مثلهَا لغيره فَكيف يتمارى فِي نجدته
فَإِن قيل كَيفَ تحصل نجدته بهم وانا نراهم يتهجمون على مُخَالفَة اوامره ونواهيه ويتعدون الْحُدُود المرسومة لَهُم فِيهِ وانما تحصل الشَّوْكَة بِمن يتَرَدَّد تَحت الطَّاعَة على حسب الِاسْتِطَاعَة وهولاء فِي حركاتهم