للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١٧) الدّلَالَة الرَّابِعَة قَوْلهم النَّاظر ان كَانَ لَا يدْرك الْمُمَاثلَة بَين نَفسه وَبَين خَصمه فيسحن الظَّن بِنَفسِهِ ويسئ بخصمه فَلَا غرو فَإِن هَذَا الْغرُور مِمَّا يستولي على الْخلق وَهُوَ شغفهم بآرائهم وجودة عُقُولهمْ وان كَانَ ذَلِك من من أَدِلَّة الحماقة وانما الْعجب أَنه لَا يدْرك الْمُمَاثلَة بَين حالتيه وَكم رأى نَفسه فِي حَالَة وَاحِدَة وَقد تحولت حَالَته فَاعْتقد الشئ مُدَّة وَحكم بانه الْحق الَّذِي يُوجِبهُ الْعقل الصَّادِق ثمَّ يخْطر لَهُ خاطر فيعتقد نقيضه وَيَزْعُم انه الْآن تنبه للحق وَمَا كَانَ يعْتَقد من قبل فخيال انخدع بِهِ وَيرى نَفسه على اعْتِقَاد قَاطع فِي الْحَالة الثَّانِيَة تَسَاوِي اعْتِقَاده السَّابِق فانه كَانَ قَاطعا بِمثل قطعه الان فليت شعري من أَيْن يَأْمَن الانخداع وانه سيتنبه لأمر يتَبَيَّن بِهِ ان مَا يَعْتَقِدهُ الان بَاطِل وَمَا من نَاظر الا ويعتقد مثله مرَارًا ثمَّ لَا يزَال يعتز آخرا بمعتقده الَّذِي يماثل سَائِر معتقداته الَّتِي تَركهَا وَعرف بُطْلَانهَا بعد التصميم عَلَيْهَا وَالْقطع بهَا

الدّلَالَة الْخَامِسَة وَهِي شَرْعِيَّة قَوْلهم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَتَفْتَرِقُ امتي نيفا وَسبعين فرقة النَّاجِية مِنْهَا وَاحِدَة فَقيل وَمن هم فَقَالَ اهل السّنة وَالْجَمَاعَة فَقيل وَمَا السّنة وَالْجَمَاعَة قَالَ مَا أَنا الْآن عَلَيْهِ وأصحابي قَالُوا وَمَا كَانُوا

<<  <   >  >>