الحمد لله المالك والكل مملوك، الرازق فرزقه يعم الغني والصعلوك، اختار محمداً من الخلق فهو كالذهب السمبوك، وأوضح دلائله كإيضاح الطريق المسلوك، وأذك به الجبابرة الشم الملوك وأنزل عليه كلاماً إذا قرأته افتخر فوك، وما دمت تقرؤه فالوقار يعلوك، فهو يتلى في الصلوات من الغسق إلى الدلوك، فيا من يحب الأخرى ويهجر الدنيا الفروك، لا يمل حادي تلاوته السير ولا يختار البروك، عارضه مسيلمة بقرآن قرأه على ابن متروك، فلو سكت كان مستوراً غير أن الله يفضح المعتوك، ونسج الأعداء ثوب معاداته، (ولولا فَضلُ اللهِ عَليكَ ورَحمتُهُ لهَمَّت طائِفةُ مِنهُم أن يُضِلُّوكَ) .
[حرف اللام]
الخطبة الأولى الحمد لله الذي يحول كل شيءٍ ولا يحول، ويزول كل مقيم ولا يزول، ويطول شرح به ما به يطول، صفاته متلقاة من الكتاب والسنة بالقبول، شاهدان عدلان وما من العدول عدول، المستخرج منهما فضل ومن غيرهما فضول، نصول بنصولهما عند الخوض في الأصول، إذا أخفى غيرنا عقيدته ضربنا على عقيدتنا بالطبول، ما للمعطلة فهم ولا للمشبهة عقول، سر على نجيب الكتاب والسنة تبلغ المأمول، ولا تقد حمار التعطيل ولا بقرة التشبيه إنها سبع آيات قد علمتم إثم الغلول، ليس النزول نقلة ولا الاستواء حلول، نقرأ ونمر وفي طريق التفتيش غول، أيتكلم في الخالق من يخرج من حيث يبول، أيفحص عن الكامل من هو بالنقص مشغول، أحذروا المنافقين فما للنفاق محصول، ليتك لم تترك بعدك نسلا يا ابن سلول، يا لها من كلمات شقت ما لها بين اللهاة والشفة تجول، لو سمعها ابن السكيت وزان بها أوزان فعول، أو امرؤ القيس لم يقل بسقط اللوى بين الدخول، وكعب بن زهير لنسى ألا أغض غضيض الطرف مكحول، وزاد اطرابها على هل بالطلول، سبحان من أفردني عن نظير أقول ويقول: أتشبه الأحداق النجل بالعيون الحول، أيخفى على مميز خالٍ على خد من ثلول، أيقوم مقام اللحم في حفظ الأبدان فول، كلما سعدت صعدت وللأجواف نزول، كأني بقوم في المجلس ينكرون ما أقول، (ويَقُولون فِي أنفُسِهِم لولا يُعَذِّبُنا اللهُ بِما نَقُولُ) ، ويحكم تكلموا فيما ينفعكم وخلوا الفضول، ولا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول.
[الخطبة الثانية]
الحمد لله الذي يولي ويجزل، ويولي ويعزل، كلامه هذا الذي أنزل سبحان المتكلم به والمنزل المصاحف والصدور له منزل، كم راق على عود يود العود لو زلزل، وتصيح روحي في التراقي يا راقي انزل، من لم يتكلم هكذا فالأولى أن يعزل، كلما سعدت وصعدت والأجواف تنزل، من حضر من الحساد أخذوا بالسهم الغياب أعزل، عدمهم أحسن من وجودهم فليت نوحا ليلة كنعان يعزل، (ونادَى نُوحُ اِبنَهُ وكان فِي مَعزِل) .
[الخطبة الثالثة]
الحمد لله المعروف بالدليل الجلي، المنعم على الخلائق وهو المبتلي، القرآن كلامه كيف ما تلي، وعلى نصرة هذا أحمد بلي، تالله لقد صابر الحق حتى ذاب وبلي، يا له من عروس وأنا ماشطة الحلي، مات منذ أكثر من ثلاثمائة سنة وما سلي، أفيذل مذهبه وأنا ناصره لا وعلي، ويكفي في بشارتي ما قد قرىء وتلي، (كَتَبَ اللهُ لأغلِبَنَّ أنا ورُسُلي) .
[الخطبة الرابعة]
الحمد لله الذي تسبحه النجوم والغزاله، والقمر والهاله، والمصباح والذباله، والطبع والخلق والحاله، أنشأ الآدمي من نطفه وأباه من سلاله، يفعل ما يشاء وجل الإله عن آله، القلب في قبضته إن شاء أقامه وإن شاء أماله، والفلك في قسر قهره ومتى أراد أزاله، لا يعتريه سهو ولا تطرقه ملاله، القرآن كلامه وكم أحدثوا مقالة، على نبيه أحيلكم ويلزمكم قبول الحواله، ثم على أئمة الفقهاء لا على المبتدعة الرذاله، التشبيه كفر والتعطيل ضلالة، المعطل يتعامى والمشبه يتبالة، لا مثل ولا شبه فنزهوا جلاله، ما سأله متضرع فرد عليه سؤاله، إستقرض فبخلوا وإنما يطلب ماله، من رام غفرانه للذنوب أدركه وناله، ومن سأل عفوه سامحه وأقاله، ومن أصر على عصيانه خبا له خباله، ومن عانده أفسد معه حاله، (إنَّما التَّوبَة عَلى اللهِ لِلَّذِين يَعمَلُون السُّوءَ بِجَهاله) .