وَنزل بِنَفسِهِ إِلَى السُّلْطَان الْكَامِل إِلَى سلمية مستسلما جَرِيدَة تَلقاهُ ثمَّ وكل عَلَيْهِ وسير عَلامَة بِتَسْلِيم حماة فَمَا قبلوا مِنْهُ فراسل المظفر من بحماة وَهُوَ بشير الْخَادِم وَمن كَانَ مَعَه وتقرر الْحلف بَينهم على ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار تحمل للناصر وَجَمِيع مَاله من خيل وعدة ورخت وزيت وصابون وَغير ذَلِك فَلَمَّا وَقع الصُّلْح والأيمان وأدخلوا المظفر إِلَى حماة وَكَانَ قد نقل بعض قماش النَّاصِر وَأنزل بِهِ من القلعة فَلَمَّا طلع المظفر لَيْلَة عيد رَمَضَان عَاد عَن ذَلِك جَمِيعه وَحمل للناصر بِالتَّوْكِيلِ إِلَى الرها بَقِي فِيهَا مُدَّة ثمَّ لما تقرر حَال حماة وصل منشور السُّلْطَان الْكَامِل بهَا للمظفر
وفيهَا وصل الْحَافِظ بأولاده إِلَى سلمية إِلَى الْكَامِل فَتَلقاهُ وَأحسن فِي حَقه وَتوجه إِلَى الجزيرة فَعبر من قلعة جعبر فَحمل إِلَيْهِ مفاتيحها على يَد أَصْغَر أَوْلَاده فقبلها ثمَّ أَعَادَهَا إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ ألف دِينَار وَجرى فِي هَذَا وَغَيره مَالا يَلِيق ذكره هَاهُنَا لما شرطناه من الِاخْتِصَار