(عجبا يهاب اللَّيْث حدّ سناني ... وأهاب لحظ فواتر الأجفان)
(وأقارع الْأَهْوَال لَا متهيباً ... مِنْهَا سوى الْإِعْرَاض والهجران)
(وتملّكت نَفسِي ثَلَاث كالدّمى ... زهر الْوُجُوه نواعم الْأَبدَان)
(ككواكب الظلماء لحن لناظر ... من فَوق أَغْصَان على كُثْبَان)
(هذي الْهلَال وَتلك بنت الْمُشْتَرى ... حسنا وهذى أُخْت غُصْن البان)
(حاكمت فيهنّ السّلوّ إِلَى الْهوى ... فَقضى بسُلْطَان على سلطاني)
(فأبحن من قلبِي الْحمى وثنينى ... فِي عزّ ملكي كالأسير العاني)
(لَا تعذلوا ملكا تذلّل للهوى ... ذلّ الْهوى عز وَملك ثَان)
(مَا ضرّ أَنِّي عبدهن صبَابَة ... وَبَنُو الزَّمَان وهنّ من عبداني)
(إِن لم أطع فِيهِنَّ سُلْطَان الْهوى ... كلفاً بِهن فلست من مَرْوَان)
(وَإِذا الْكَرِيم أحبّ أمّن إلفه ... خطب القلى وحوادث السّلوان)
(وَإِذا تجارى فِي الْهوى أهل الْهوى ... عَاشَ الْهوى فِي غِبْطَة وأمان)
قَالَ الْحميدِي وَهَذِه الأبيات مُعَارضَة للأبيات الَّتِي تنْسب إِلَى هَارُون الرشيد أنشدنيها لَهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عُثْمَان بن مَرْوَان الْعمريّ وَهِي
(ملك الثَّلَاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبِي بِكُل مَكَان)
(مَالِي تطاوعني الْبَريَّة كلّها ... وأطيعهن وهنّ فِي عصياني)
(مَا ذَاك إِلَّا أنّ سُلْطَان الْهوى ... وَبِه قوين أعزّ من سلطاني)
قلت وَقد صرح الرشيد بأسماء هَؤُلَاءِ الْجَوَارِي الثَّلَاث فِي قَوْله
(إِن سحرًا وضياء وخنث ... هنّ سحر وضياء وخنث)