(فَمن رَآنِي وظاهري لغنى ... فباطني قلَّة على رتب)
(أسْتَغْفر الله بل لَهُ نعم ... وَهِي بذنبي إِلَيْهِ لم تجب)
١٣٢ - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن عبد الْعَزِيز الْكَاتِب أَبُو عبد الله
أَصله من قرطبة وَسكن بلنسية وَيعرف بِابْن روبش وَسَيَأْتِي ذكر نسبه عِنْد ذكر ابْنه الْوَزير الْأَجَل أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد
وَكَانَ أَبُو عبد الله هَذَا قد رَأس فِي آخر دولة الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي عَامر صَاحب بلنسية فَلَمَّا توفّي الْمَنْصُور وَملك ابْنه المظفر عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز تمشّت حَاله مَعَه على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي حَيَاة أَبِيه وَكَانَ عبد الْملك ضَعِيفا فخلعه صهره الْمَأْمُون يحيى بن إِسْمَاعِيل بن ذِي النُّون صَاحب طليطلة فِي سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَفِي ليله عَرَفَة لتسْع خلون من ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَملك بلنسية وَمَا إِلَيْهَا من بِلَاد الشرق فاستخلف عَلَيْهَا أَبَا عبد الله بن عبد الْعَزِيز هَذَا وَجعل إِلَيْهِ تَدْبِير أمرهَا
ثمَّ انْتقل ذَلِك عِنْد وَفَاته إِلَى أبي بكر ابْنه فتناهت فِيهَا حَاله بعد موت الْمَأْمُون بن ذِي النُّون واستبد بالرئاسة وَجرى على أَحْمد سنَن من السياسة ذكر هَذَا الْخَبَر أَبُو بكر مُحَمَّد بن عِيسَى بن مزين فِيمَا وَقعت عَلَيْهِ من تأليف لَهُ مُخْتَصر فِي التَّارِيخ
وَأما ابْن حَيَّان فَذكر هَذَا المخلوع عبد الْملك وأساء الثَّنَاء عَلَيْهِ وَحكى أَنه كَانَ فِي مصير ملك أَبِيه إِلَيْهِ قد تخلى عَن أَمر الْإِمَارَة أجمعه وفوضه إِلَى وزيره أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمَاضِي لعبد الْملك مَكَانَهُ عِنْد توليه