(فَجَاءَت كَمَا شَاءَت وشئت مُقِيمَة ... وخافقة بالْحسنِ فِي كلّ خافق)
(وَجئْت بهذي مثل هاد وصائد ... وَقد شاف أظلال الْعقَاب بباشق)
(وَمن يقتحم مَا لَا يُطيق اقتحامه ... يلاق الَّذِي بِالْحرِّ لَيْسَ بلائق)
فَكتبت إِلَيْهِ ممتدحا مستمنحاً
(لمن كلم كَاللُّؤْلُؤِ المتناسق ... لَهَا فضل موصوفاتهنّ البواسق)
(نفائس كالأعلاق تجتذب النّهى ... لفتنتها من حسنها بعلائق)
(جلائل أَلْفَاظ إِذا مَا قرأتها ... قريت معينا من معَان دقائق)
(يَجِيش بهَا بَحر من الْعلم والندى ... حبا كلّ أفق من حلاه بفائق)
(ملاكيّة سيقت لتشريف سوقة ... وَحسب الْأَمَانِي من مسوق وسائق)
(مطهرة الأعراق لَيْسَ لمعبد ... بأبياتها شدو وَلَا لمخارق)
(نمتها الْمَعَالِي وَالْهِدَايَة والتّقى ... فَجَاءَت لعادات القريض بخارق)
(أَلا بِأبي مِنْهَا هديّ بلاغة ... تناغى المهى محجوبة فِي المهارق)
(شَقِيقَة روض الْحزن باكره الحيا ... فحيّا بغضّى نرجس وشقائق)
(أطالع من قرطاسها كلّ غارب ... محَاسِن تَلقانِي بطلعة شارق)
(وألثم من أسطارها كلّ فاتن ... بِمَا يجتلي من رقمها كلّ رامق)
(ولوعاً بيمنى نمنمتها حديقة ... تزهّد أحداق الورى فِي الحدائق)
(كَأَنِّي مِنْهَا فِي نسيم نوافح ... تهبّ أصيلاً أَو شميم نوافق)
(تدانت رحيباً شأوها وَتَبَاعَدَتْ ... فَضَاقَ نطاقاً عِنْدهَا كل نَاطِق)