(تميل وَلَيْسَت بَين كأس وقينة ... وَلكنهَا بَين الصِّبَا والجنائب)
(وسال نمير المَاء بَين أخضرارها ... فجَاء كَمثل الْفرق بَين الذوائب)
(وَإِلَّا كَمَا شقّ الكنهور بارق ... وَإِلَّا كَمثل الصُّبْح بَين الغياهب)
(قد أطردت فِيهِ المذانب دَائِما ... وَلم تَرَ حسنا كأطراد المذانب)
(وللنرجس النَّضر أصفرار تخاله ... كشمس أصيل بَين بيض السحائب)
(يدب إِلَيْك الْحسن فِي جنباتها ... بعقرب أصداغ من الآس لَا سبّ)
(وللياسمين الغض فِي خضر بسطها ... نثائر در أَو سبائك ساكب)
(وللسوسن المبيض إصغاء آلف ... يحن فيحنو خَاشِعًا نَحْو شَارِب)
(وَقد كللت أَغْصَان نارنجها فَقل ... مجامر تبر جامد غير ذائب)
(وعطر مِنْهَا النشر مَا بَلل الندى ... فَنمت بِأَنْفَاسِ الرِّيَاح الغرائب)
(وللماء فِي الدولاب إِن رمت وَصفه ... سِهَام قسى أَو مخاريق لاعب)
(تضمن سقى الرَّوْض رفهاً يعله ... وَفَاء فعد القَوْل عَن قَوس حَاجِب)
(معطرة الأردان يفعم نفحها ... يُحْيِيك عرف الطّيب من كل جَانب)
(سَمَاء وَجرى المَاء فِيهَا مجرة ... وَمن زهرها المفتر زهر الْكَوَاكِب)
(فدونكها تختال زهواً ونضرة ... وترفل تيهاً فِي برود الْعَجَائِب)
وَلَهُم خلد الله سلطانهم فِي طبق مَمْلُوء نثائر زهر النارنج والخابور وَأكْثر هَذَا التَّشْبِيه على البديهة
(بعثتها وذكى الْعرف ألحقها ... بردين من وضح الإصباح والشفق)
(كَأَنَّمَا الزهر والخابور جزعه ... شذر تناثر فِي در من الْعُنُق)
(قد راق منظره حسنا لملتفت ... ورق مخبره عرفا لمنتشق)