منتماه إِلَى قيس بن سعد بن عبَادَة صَرِيح وَحَدِيث نداه عِنْد رُوَاة علاهُ حسن صَحِيح وَولد بدانية دَار آبَائِهِ وَبهَا نَشأ ثمَّ أوطن شاطبة وأصهر بهَا إِلَى شَيخنَا أبي عمر بن عَاتٍ وَمَال إِلَى خدمَة السُّلْطَان فَمَا زَالَ يرتقي فِي معالي الْأُمُور دَرَجَة بعد أُخْرَى حَتَّى سَاد أَهلهَا ووليها من قبل مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود الملقب بالمتوكّل إِلَى أَن توفّي فِي آخر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ووليها بعده أبناؤه والرئاسة مِنْهُم لأبي بكر مُحَمَّد
وَصَارَت إِلَيْهِ دانية مُدَّة يسيرَة إِلَى أَن تغلب الرّوم عَلَيْهَا مستهلّ ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ تملّك الرّوم أَيْضا شاطبة فِي آخر صفر من سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد مهادنة ومداراة لطاغيتهم البرشلوني من حِين تغلبه على بلنسيّة فِي صفر أَيْضا وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع عشر مِنْهُ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَكَانُوا قد شارطوا على سكانها بإتاوة مَعْلُومَة
وَفِي وقتنا هَذَا وصل بعض الشاطبيين يخبر أَنه أجلاهم عَنْهَا مَعَ أهل جهاتها وهم أُلُوف من الْمُسلمين فَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد وَأَوَى أَبُو بكر هَذَا فِي خاصته إِلَى حصن بمقربة مِنْهَا وَذَلِكَ فِي رَمَضَان من سنة خمس وَأَرْبَعين