بالمنصور غير أَنهم كتموا مَوته لما هم عَلَيْهِ من حَال الْحَرْب وَطلب أَبُو زيد إِلَى ابْنه أَن يستصحب مَعَه فرسَان المدد فاستبصر النَّاصِر فِي التَّوَقُّف عَن إمداد أبي يزِيد إِلَى أَن يرى مآل أمره وعلّل ابْنه أَيُّوب وَرُسُله بموعده
٢١٦ - ابْنه الْمعز لدين الله أَبُو تَمِيم معد بن إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله
ولى بعد أَبِيه وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَقيل أَربع وَعشْرين مولده بالمهدية سنة تسع عشرَة وثلاثمائة وَأقَام من يَوْم وَفَاة أَبِيه وإفضاء الْأَمر إِلَيْهِ فِي تَدْبِير الْأُمُور إِلَى يَوْم الْأَحَد سَابِع ذِي الْحجَّة من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَفِيه قعد للخاصة وَكثير من الْعَامَّة فَسَلمُوا عَلَيْهِ بالخلافة وتسمّى بالمعز لدين الله وَلم يظْهر على أَبِيه حزنا وَبعث إِلَى المهدية فِي عمومته وَأهل بَيته فَوَرَدُوا عَلَيْهِ وَبَايَعُوا لَهُ وحضروا مَعَه عيد الْأَضْحَى وَخرج فصلى بِالنَّاسِ وخطب وَنحر
وَكَانَ من أهل الْبَيَان والبلاغة والخطابة وَله مَعَ أبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن هاني الأندلسي زعيم شعرائه وقاصر أمداحه على غلوّ فِيهَا عَلَيْهِ أنباء مَذْكُورَة وَهُوَ أحد مُلُوك بني عبيد الله العظماء
وساعده الْحَال فَملك مصر دون كَبِير مشقة وانتقل إِلَيْهَا من إفريقية فِي آخر دولته فِي شعْبَان سنة ٣٦٢ وَلم تزل فِي يَده وأيدي بنيه مُتَّصِلَة