(أقدم إِبْرَاهِيم علما بفضله ... وَحقّ لَهُ فِي الْأَمر أَن يتقدما)
(وَقلت لَهُ فأحكم فحكمك جَائِز ... علينا فقد أَصبَحت فِينَا مقدما)
(ورد فِي بِلَاد الزاب مَا شِئْت قَادِرًا ... وَإِن شِئْت ملك الغرب خُذْهُ مُسلما)
فجاوبه ابْن الْأَغْلَب بِخِلَاف ذَلِك وَكتب إِلَيْهِ فِي أَسْفَل كِتَابه
(دَعَوْت إِلَى مَا لَو رضيت بِمثلِهِ ... لما كنت يَا تَمام فِيهِ مقدما)
(سأجعل حكمي فِيك ضَرْبَة صارم ... إِذا مَا علا مِنْك المفارق صمما)
(ستعلم لَو قد صافحتك رماحنا ... بكف المنايا أَيّنَا كَانَ أظلما)
فَذكر عَن فلاح الكلَاعِي أَنه قَالَ كنت عِنْد تَمام يَوْم قَرَأَ كتاب إِبْرَاهِيم فَذهب لَونه ثمَّ أرتعد حَتَّى سقط الْكتاب من يَده وَكَانَ صَارِمًا شجاعاً ممدحاً وَفِيه يَقُول الْفضل بن النَّهْشَلِي يمدحه من قصيدة
(أضحت ومنزلها مصر ومنزلنا ... بالقيروان وَيَا تشواق مغترب)
(أَخا بني نهشل دعها فقد نزحت ... وأمدح قريع معد وَاحِد الْعَرَب)
(تَمام كَبْش بني عدنان قاطبة ... الدارمى الْكَرِيم الْبَيْت وَالنّسب)
(الْفَارِس البطل الحامي حَقِيقَته ... والناعش الرائش الفراج للكرب)
(تأوى إِلَيْهِ نزار حِين يدهمها ... ريب الزَّمَان وتخشى سطوة النوب)
(أعطف بَنو دارم فِي الْمجد رايتها ... بني المجاشع يَوْم الْفَخر والحسب)
قَالَ أَبُو الْعَرَب وَذكر ولَايَة جده تَمام هَذَا إفريقية بعد مُحَمَّد بن مقَاتل العكي تَمام بن تَمِيم هَذَا هُوَ جدنا هُوَ ابْن القادم من الْمشرق قَالَ وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة بِبَغْدَاد
وَفِي الْكتاب المعرب عَن أَخْبَار الْمغرب أَن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب لما صَار الْأَمر إِلَيْهِ بعث بِهِ وبجماعة مَعَه من وُجُوه الْجند الَّذين كَانَ شَأْنهمْ الْوُثُوب