فَأمره الشاه بالذهاب إِلَى حَيْثُ شَاءَ وَقَالَ لَهُ بلادي لَا تسعك أَيهَا الباشا فالمؤمنون عِنْد شروطهم بالمنقول والمعقول وَلَا حَاجَة لي فِي حل مَا قد انبرم بيني وَبَين صَاحب اسطنبول فَسَار حُسَيْن باشا إِلَى الْهِنْد وَعمي خَبره وخفى أَثَره
وَكَانَ يَوْمئِذٍ يحيى بن عليا من أقَارِب حسبن باشا فَاسْتحْسن الْأُمَرَاء أَن يقعدوه مرتبَة ذَلِك الفار ويقرنوه بِعَيْنِه رُومِية من الْخِيَار لما رَأَوْهُ من حسن سمته ومعقوله وَلم يعلمُوا أَنه من غلائله وذيوله ثمَّ رجعت الأجناد العثمانية إِلَى الحضرة السُّلْطَانِيَّة فَحَمدَ جَمِيع مَا فَعَلُوهُ إِلَّا تَوْلِيَة قريب الباشا فَإِنَّهُ لم تطب نَفسه بتوليته وَقد جهز عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَانِينَ كَمَا سَيَأْتِي
وَفِي محرم جَاءَت الْأَخْبَار أَن الفرنج طاسوا فِي الْبَحْر إِلَى حُدُود مسكت بِجِهَة عمان ثمَّ انصرفوا صرف الله قُلُوبهم
وَأما حمود فَفعل غير الْمَحْمُود تربص لخُرُوج الْقَافِلَة من جدة إِلَى مَكَّة وفيهَا ثلثمِائة محمل من نَفِيس الْأَمْوَال فَلَمَّا توسطت الطَّرِيق استاقها عَن كمل وَأَهْلهَا حجاج وتجار من الْيمن والهند ومصر وَفِي خلال ذَلِك تلقى بعض أَقَاربه سِتِّينَ جملا خرجت من القنفذة وانتهبها كل ذَلِك من حمود وأقاربه تغيظا من سعد لَا حَيَّاهُ الله وَلَا بياه