تجلي حُسَيْن باشا عَن الْبَصْرَة بعد عَجزه عَن عَسَاكِر السلطنة
قد ذكرنَا فِي حوادث سنة خمس وَسبعين بعد الْألف أَن عَسَاكِر السلطنة المجهزة على ثغر الْبَصْرَة على حُسَيْن باشا رجعت إِلَى الْأَبْوَاب من غير قتال إِمَّا لعدم الْقُدْرَة عَلَيْهِ أَو للرغبة فِي المَال وَأَن السُّلْطَان رماهم فِي زَوَايَا الإهمال ووبخهم على اتِّفَاق ذَلِك الْحَال فَفِي هَذَا الْعَام وصل إِلَى السُّلْطَان أَعْيَان الْبَصْرَة شاكين بِحُسَيْن باشا أَن عمل بِغَيْر الشَّرْع وَخَالف فِي قضايا الْعقل والسمع وسرى أمره وَعظم زهوه وفخره
فَانْتدبَ لَهُ السُّلْطَان من أكَابِر الشجعان زهاء أَرْبَعِينَ ألفا وَسَارُوا إِلَيْهِ فحين تلاقت المصاف هَلَكت عوالم واصطدمت جماجم وَحين رأى حُسَيْن باشا انحراف قُلُوب الرعايا عَنهُ وَلَا سِيمَا أهل الْبَصْرَة