فأمسى هُنَاكَ ثمَّ أصبح مُسَافِرًا وَقد أَطَاعَته أفلاكه وضل عَنهُ ملاكه فَإِنَّهُ مَا اسْتَقر ثمَّ إِلَّا وَقد دَعَاهُ مُدبر الْأَمْلَاك ومدبر الأفلاك فانتظم هَالة محياه برج الضريح قبل أَن يُعِيد فِي تحريكه نظره الصَّحِيح سُبْحَانَ من علم لذاته الْعُظْمَى مَا كَانَ وَمَا يكون وَله الْملك والملكوت {قل لَا يعلم من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض الْغَيْب إِلَّا الله}{وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت} وَشَيْخه فِي الْفلك الْفَقِيه حسن بن عبد الله السرحي صَاحب الزيج الْمَعْرُوف
وَفِي هَذِه الْأَيَّام وَقعت من الصفي أَحْمد بن الْحسن إِشَارَة إِلَى الإِمَام فِي أَن يُوَجه إِلَيْهِ العدين وَيكون نظره إِلَى وَلَده بدر الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن ابْن الإِمَام لِأَنَّهُ حضر موت عَمه ضِيَاء الدّين فرجح نظر الإِمَام اسْتِمْرَار السَّيِّد جَعْفَر بن المطهر على عمله قلت عِنْد كتب هَذَا المسطور وَولده الْمشَار إِلَيْهِ إِمَام هَذَا الْقطر اليمني ومفيض فرات مشرعه الهني وَهُوَ الْمهْدي لدين الله مُحَمَّد بن الْمهْدي لدين الله أَحْمد بن ملك الْيمن الْحسن بن الْمَنْصُور وَسَيَأْتِي عِنْد ذكر دولة وَالِده ودولته اسْتِيفَاء الْكَلَام بعون مفيض الْإِعَانَة العلام