وَفِي جُمَادَى الْآخِرَة هرب من بيشة مُسْتَقر الشريف سعد بن زيد وزيره الآغا شعْبَان فِي زهاء أَرْبَعِينَ نَفرا من الْعَسْكَر والأعيان فوصلوا إِلَى حَضْرَة الإِمَام بِصَنْعَاء وَقد سلب فِي الطَّرِيق أَكثر سِلَاحهمْ وقاسوا اهوالا فِي مفاداة أَرْوَاحهم وَفِي هَذَا التَّارِيخ وصل الْخَبَر بوصول الجناب مُحَمَّد حبسي إِلَى جده ثمَّ دخل مَكَّة وَكَانَ خُرُوجه من مصر إِلَى الْبَحْر فِي نَحْو ثَلَاث مائَة من الْعَسْكَر وصحبته جوامك الْجند وَلما اسْتَقر ركاب مُحَمَّد شاويش بِالطَّائِف جمع مشائخ هُذَيْل وَغَيرهم وحبسهم واسترهنهم فِيمَا يحصل من التخطف حول الْحرم الشريف من اشرارهم
وَفِي هَذِه الْأَيَّام قبض عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله مَالا خطيرا أوصى بِهِ الآغا سعيد بن ريحَان لجَانب بَيت المَال وَكَانَ فِي الأَصْل مَمْلُوكا لملك الْيمن الْحسن بن الْقَاسِم فكاتب نَفسه وَلَعَلَّ مُكَاتبَة الْحسن لسَعِيد من بَاب الإسعاد وَإِلَّا فَإِنَّهُ من النَّوْع الْفَائِق فِي الْمُلُوك الأجواد
وَفِي جُمَادَى الْآخِرَة مَاتَ السَّيِّد عَليّ بن حفظ الدّين سحلة بضوران وَكَانَ قد ولي بِلَاد حراز ثمَّ عذر مِنْهَا وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن عبد الله العياني بالروضة وَدفن بخزيمة وَكَانَ عُمْدَة مَعَ شرف الْإِسْلَام الْحسن فِي كثيرا من أُمُوره وَولي من قبله بِلَاد اليمانية من سنحان فاستمر بهَا إِلَى دولة المتَوَكل على الله وَحين تَوَجَّهت بِلَاده إِلَى صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن زَالَ نظره عَنْهَا