للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قد عيل صبري من مفارقتي لَهُ ... لَا للرباب وَلَا لإسماعيلا) (منوا بإسماعي نعم فِي مطلبي ... لَا تقطعوا طمعي بإسماعيلا)

وَكَانَ لَا يَأْكُل الزَّكَاة وَمن كَلَام لَهُ يُوصي أَوْلَاده وقرابته وأوصيكم أَيهَا الْأَوْلَاد ذكركُمْ وأنثاكم وَسَائِر قَرَابَتي وَسَائِر بني هَاشم أَن تجتنبوا الزكوات وَلَا تَأْكُلُوا مِنْهَا شَيْئا وَلَو أكلْتُم الشّجر فَإِن الَّذِي خَلقكُم هُوَ الَّذِي يرزقكم وَلَا تَفعلُوا كَمَا يفعل كثير من النَّاس من التَّمَسُّك بالشبه فِي ذَلِك وابتغوا من فضل الله وَلَا يحملكم الثّقل بِالسُّكُونِ فِي الْبيُوت على ذَلِك وافطلبوا الرزق من فضل الله وتنقلوا وَلَا تَتَّخِذُوا السُّؤَال حِرْفَة فبئست الحرفة هِيَ وَإِنَّهَا مُعينَة على االفقر وَلَكِن أطلبوا الرزق الْحَلَال وإحياء الْأَمْوَال وَإِن أمكن أَن تجْعَلُوا لكم نوابا فِي البيع وَالشِّرَاء فَهُوَ حسن نَافِع وَإِن لم يُمكن إِلَّا بِأَنْفُسِكُمْ فافعلوا فَلِأَن يوجر أحدكُم نَفسه خير لَهُ من الْحَرَام

وَلَا يبعد أَن يكون فِي قَوْله وَلَو أكلْتُم الشّجر وَجعله الْمرجع الْأَبْعَد رمز إِلَى تَضْعِيف مسئلة أَن الْمُضْطَر يقدم الْميتَة كَمَا صَدره فِي الأزهار رووجه ضعفها منقدح وَهُوَ أَن تَحْرِيم الْميتَة قَطْعِيّ بِخِلَاف تَحْرِيم الزَّكَاة وَلَا شكّ أَن طَريقَة الْأَخْذ بِالْأُخْرَى مَعْرُوفَة لَكِن دين الله بَين العالي والمقصر وَكَانَ يمِيل فِي الْأُصُول إِلَى التَّكْفِير بالإلزام ورتب على ذَلِك أحكاما فِي أهل الْيمن الْأَسْفَل وعارضه فِي مسئلته بعض من لَا يحسن الْكَلَام وَلَا يتأدب وَهَكَذَا الْحَال فِي صدر كل زمن فكم تحكت فِيهِ بأفعى عقرب

وَمن كَلَام لَهُ يُوصي بِهِ وَلَده عز الْإِسْلَام وأترك الْإِكْثَار من المتعلقين الَّذين هَمهمْ الدُّنْيَا وَيَكْفِيك الْقيام بِأَهْل الْحصين فَإِنَّهُم عدَّة إِن شَاءَ الله واستصلحهم بالرغبة والرهبة وأحبب حَبِيبك وَأبْغض بَغِيضك هونا مَا فَلَعَلَّ الحبيب لَا يَدُوم حبه وَمَا أَكثر ذَلِك فِيمَن محبته لأجل الدُّنْيَا وَلَعَلَّ البغيض يكون حبيبا

<<  <   >  >>