للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْكسْوَة وَالدَّرَاهِم وَلما رأى الإِمَام السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد بِمحل من السِّيَادَة والإستحقاق وَعِنْده جمَاعَة يَحْتَاجُونَ إِلَى الْمَادَّة مَعَ مَا هُوَ بصدده أقطعه بِلَاد يريم وَأرْسل علم الْإِسْلَام عَلَيْهِ السَّلَام وَلَده عَليّ بن الْقَاسِم إِلَى الأمروخ من بِلَاد الشّرف فشرع بعد الْوُصُول فِي ترغيب عَسَاكِر الإِمَام فِي طَاعَة أَبِيه علم الإسلامفوصلهم خلال ذَلِك مَكْتُوب مِمَّن عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله يُخْبِرهُمْ أَنه قد أرسل أَخَاهُ الْحُسَيْن إِلَى حَضْرَة الدَّاعِي ليخوض بِمَا فِيهِ صَلَاح الْمُسلمين وَأَنَّهُمْ ينتظرون عواقب الْأُمُور الْمصلحَة للدنيا وَالدّين وَكتب إِلَيْهِم الإِمَام بِمثل ذَلِك المرام

وَكَانَ الإِمَام قد ارسل الشَّيْخ الخياطي إِلَى وعيلة طرف بِلَاد لاعة فَكتب إِلَيْهِ فَخر الدّين عبد الله بن أَحْمد بن الإِمَام يتهده إِن لم يرجع واستدعى الخياطي من الجمالي عَليّ بن الإِمَام زِيَادَة عَسْكَر وَكَانَ يَوْمئِذٍ بنواحي الصلبة فوصله مدد نَافِع سكن لَهُ الزعازع وَتعقب ذَلِك تقدم الشريف الْعَظِيم يحيى بن إِبْرَاهِيم الحمزي من حَضْرَة الْأَمِير عبد الْقَادِر إِلَى شهمة لاعة وَجعل الْجَمِيع صلحا قدر خمس أَيَّام آخرهَا يَوْم عَاشر شَوَّال حَتَّى يصل تَحْقِيق مَا آل إِلَيْهِ الْأَمر بَين الْإِمَامَيْنِ

وَفِي هَذِه الْأَيَّام كَانَ وقُوف الشَّمْس ورجوعها وتفجرت عِنْد ذَلِك الْأَنْهَار الْخَيْرِيَّة مِنْهَا غيل وَادي سعوان فَانْتَفع بِهِ أَهله إنتفاعا تَاما وَلما بلغ مقادمة الدَّاعِي الَّذِي بِحجَّة إنتهاض الإِمَام قهقروا

وَفِي عشْرين من شَوَّال سَار فَخر الدّين عبد الله بن يحيى ملك الْيمن مُحَمَّد بن الْحسن وَالسَّيِّد الْمِقْدَام صَلَاح بن مُحَمَّد القاسمي بِمن مَعَهُمَا من الأجناد من المقضضة إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الصَّيْد وَلما اسْتَقر فَخر الدّين وَالسَّيِّد صَلَاح بالعيانة ودخلوا فِي صَلَاة الْجُمُعَة لم يشعروا إِلَّا بِجَيْش الصارم إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن قد دهمهم بالبيارق وَتعقب بعد ذَلِك الرَّمْي بالبنادق فاتفقت هيعة عَظِيمَة وَأخذ أَصْحَاب الإِمَام مَصَافهمْ ثمَّ اجتلدوا بِالسُّيُوفِ واختلطوا وانجلت المعركة عَن

<<  <   >  >>