فعرج الإِمَام عَن ذَلِك الرَّأْي وصمد إِلَى إفتقاد خَاصَّة الْيمن واشتدت الأزمة هَذَا الْوَقْت سِيمَا فِي الْيمن الْأَسْفَل فَإِنَّهَا خلت فِيهِ عَن سكانها قرى من الْجُوع
قَالَ بعض آل الْقَاسِم أَخْبرنِي رجل انه دخل بَيْتا فَوجدَ فِيهِ سَبْعَة موتى ثمَّ دخل بَيْتا آخر فَوجدَ فِيهِ رجلا بِهِ آخر رَمق وإمرأة ميتَة وطفلا يرضعها فاستعبر ذَلِك الدَّاخِل وَحمل الطِّفْل إِلَى راعي غنم يرضعه مِنْهَا ثمَّ بَادر هَارِبا من تِلْكَ الْأَمَاكِن وَكَانَ جمال الْإِسْلَام عَليّ بن المتَوَكل على الله قد سَار إِلَى إب فشاهد من تِلْكَ الأزمة مَا يُوجب الْعود فَعَاد إِلَى ذمار وَفِي جُمَادَى الأولى مَاتَ بيفرس الْأَمِير جمال الدّين عَليّ بن الْمهْدي لدين الله وَدفن بجوار النَّقِيب عَليّ
وَفِي هَذَا الْوَقْت عَاد مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم من خمر إِلَى عمرَان وَفتح هُنَالك دَار الضَّرْب فكاد سليقه إِلَى مَا يعتاده أهل السنتين وَغَيرهم من التَّشْبِيه فَتغير لذَلِك خاطر عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله