مُحَمَّد بن أبي بكر الرعياني وأجازوا لَهما وَكنت مِمَّن صحبهما فِي الْقِرَاءَة فَرَأَيْت من اجتهادهما مَا يعجز عَنهُ غَيرهمَا لوقتهما من سهر اللَّيْل وَالْقِرَاءَة والمطالعة فارتحلا من مَدِينَة إب إِلَى بلدهما فأقاما بهَا يدرسان ويفتيان إِلَى أَن توفّي الْفَقِيه شرف الدّين سنة خمسين وثمانمئة وَبَقِي بعده أَخُوهُ الْفَقِيه وجيه الدّين قَاضِيا بِتِلْكَ النواحي مَشْهُورا بِأَفْعَال الْخَيْر وإكرام الضَّيْف وَقَضَاء حوائج الْمُسلمين إِلَى أَن توفّي قريب سنة سِتِّينَ وثمانمئة وَهُوَ خَاتِمَة أهل هَذَا الْبَيْت من الْفُضَلَاء وَالْفُقَهَاء
وَمن الْمَوْجُودين فِي قيد الْحَيَاة حَال جمع هَذَا الْكتاب الْفَقِيه بدر الدّين حسن بن الإِمَام شهَاب الدّين الشلفي أجَاز لَهُ وَالِده وَقَرَأَ على الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد الْأَكْبَر ابْن الْخياط وعَلى الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي وَغَيرهمَا وَتَوَلَّى الْقَضَاء بمعشار حصن السارة وانتهت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة بِتِلْكَ الأقاليم فَحكم وَأفْتى وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثمانمئة
وَمِنْهُم الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ البرحي قَرَأَ بفن الْأَدَب على الْفَقِيه بدر الدّين يحيى بن روبك ثمَّ بالفقه والفرائض على الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد الشلفي والفقيه جمال الدّين مُحَمَّد المقرىء والفقيه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم التريبي فبرع فِي فن الْفَرَائِض وأتقن أُصُوله وحقق دقائقه ثمَّ قَرَأَ بفن الْفَرَائِض أَيْضا على ابْن الْبُرْهَان الْمَشْهُور بزبيد فَكَانَ وحيد عصره بِبَلَدِهِ فِي فن الْفَرَائِض والحساب والجبر وَغير ذَلِك وأتقن المناسخات والدوريات وَإِخْرَاج المجهولات ومساحة الدوريات وَغير ذَلِك مِمَّا يتَعَلَّق بِهَذَا الْفَنّ وَكَانَ يحفظ كثيرا من الشّعْر وَكَانَ خامل الذّكر لاشتغاله بأعمال الزَّرْع وسكونه فِي الْبَادِيَة ثمَّ توفّي بِشَهْر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ