القَوْل فِي ذكر من تحققنا حَاله من الْأَعْيَان من الْبِلَاد الْفُضَلَاء بمخلاف جَعْفَر وَمَا وَالَاهُ من بعض جهاته على الِاخْتِصَار والاقتصار على ذَوي الْفضل والشهرة بذلك مَعَ حذف ذكر من كَانَ دونهم مِمَّا هُوَ مَذْكُور فِي الأَصْل
فنبدأ بالإمامين الجليلين من أهل زريبة النضاري بجبل بعدان
أَحدهمَا المقرىء الْأَجَل الصَّالح شمس الدّين عَليّ بن عمر بن مَنْصُور الأصبحي حُكيَ أَنه خرج من قريته الزريبة هُوَ وَأَخُوهُ الإِمَام رَضِي الدّين الْآتِي ذكره لطلب الْعلم فِي صغرهما فقصد الْفُقَهَاء من أهل الْحَرْف فِي نَاحيَة وصاب فَقَرَأَ على الإِمَام وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر الحبيشي الْمُقدم ذكره وعَلى ولديه النجيبين مُحَمَّد وَأحمد فأجازوا لَهما ثمَّ رجعا بلديهما فَأَما المقرىء عَليّ فَإِنَّهُ سكن بالنضارى فدرس وَأفْتى وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ علم الْقرَاءَات السَّبع واشتهر غَايَة الشُّهْرَة وَألقى الله لَهُ الْمحبَّة فِي الْقُلُوب فانقاد لَهُ جَمِيع أهل بعدان وولاة الْأَمر وَغَيرهم فعلت كَلمته وامتثل أمره وَلم يزل على الْحَال المرضي مُجْتَهدا بِالْعبَادَة ناشرا للْعلم إِلَى أَن توفّي فِي سنة تسعين وسبعمئة أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَالله تَعَالَى أعلم مَتى كَانَ ذَلِك