للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وباذلا نَفسه لإفادتهم وإعانتهم بِمَا يقدر عَلَيْهِ من المعونة لَهُم وَمَا عجز عَنهُ سعى لَهُم بِهِ وَكَانَ يُبَاشر عمل الزَّرْع بِيَدِهِ فِي أَرض يملكهَا وَكَانَ متواضعا لَا يتنعم بمطعم وَلَا ملبس وَله اجْتِهَاد بِقِيَام اللَّيْل وَصِيَام النَّهَار متورعا عَن الشُّبُهَات جَارِيا على طَريقَة السّلف الصَّالح واشتهرت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَلما حَضرته الْوَفَاة صلى الْعَصْر فِي الْمَسْجِد ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة وَهَلل وَكبر كثيرا مُشِيرا بإصبعه المسبحة ثمَّ توفّي فِي مَوضِع على طَهَارَة مُسْتَقْبلا الْقبْلَة من غير مرض مُتَقَدم وَكَانَت وَفَاته بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ

وَخَلفه وَلَده الْمُبَارك عبد الرَّحِيم فَلَزِمَ طَريقَة وَالِده بالتلاوة وَنسخ الْمَصَاحِف الْكَرِيمَة والتوسط بالإصلاح بَين أهل بَلَده ولكلامه قبُول عِنْد النَّاس وجلل بِسَبَبِهِ أَمَاكِن كَثِيرَة وَكتب هَذَا الْمَجْمُوع وَهُوَ فِي قيد الْحَيَاة

وَمِنْهُم المقرىء عفيف الدّين عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم السورقي قَرَأَ فِي الْقرَاءَات السَّبع على المقرىء سعيد الْمُقدم الذّكر فَأجَاز لَهُ وَكَانَ من الأخيار

وَمن أهل بلد العربيين الْحَاج الْوَلِيّ الصَّالح عفيف الدّين مفضل بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ مولده بِذِي الْقَرْض من بلد العربيين كَانَ مِمَّن أدْرك الشَّيْخ عبد الْأَكْبَر الْمَشْهُور برباط ذِي عسل كَانَ هُوَ وَإِخْوَته من فضلاء الْبَلَد رُوِيَ أَن هَذَا الْحَاج مفضل نَام فِي بعض اللَّيَالِي فَاسْتَيْقَظَ متفكرا فَأنْكر إخْوَته حَاله وَخرج من بَينهم ففقدوه أَيَّامًا فَسَأَلُوهُ عَنهُ فَأخْبرُوا أَنه بِرَأْس جبل قريب مِنْهُم يعبد الله تَعَالَى وَعِنْده شخص لم يُخْبِرهُمْ عَنهُ فَنزل مَعَهم إِلَى بَيتهمْ فَبَقيَ يعبد الله هُنَاكَ أَيَّامًا ثمَّ بَاعَ من أرضه مَا تجهز بِهِ إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسافر إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عسقلان ثمَّ دخل بِلَاد الْمغرب فاس وأندلس ثمَّ رَجَعَ وَقد اجْتمع بِجَمَاعَة من

<<  <   >  >>