وَمِنْهُم المقرىء الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي الأسخني الْمَشْهُور بالشارقي نفع الله بِهِ كَانَ رجلا عَالما عابدا زاهدا صَالحا أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي نَافِع عَن ابْن أبي بكر الْحَضْرَمِيّ العمدي عَن ابْن شَدَّاد وَأخذ النَّحْو عَن جمَاعَة من الشُّيُوخ مِنْهُم الْفُقَهَاء أهل الْحَرْف وَكَذَا سَائِر الْعُلُوم
وَقَرَأَ أَيْضا على جمَاعَة من الْأَئِمَّة من أهل مَدِينَة تعز وَذي جبلة وإب وَغَيرهم
ثمَّ دخل مَدِينَة زبيد فَكَانَ أَكثر انتفاعه بهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده الشارقة فَأَقَامَ بهَا ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى قَرْيَة أسخن من صعفان بلد مَعْرُوف بِتِلْكَ النواحي فاستوطنها وتصدر للتدريس فقصده النَّاس من الْآفَاق الْبَعِيدَة والقريبة فَانْتَفع بِهِ كل من تخرج على يَده
وصل إِلَيْهِ من دمشق الشَّام المقرىء أَحْمد الأريحي والمقرىء عَليّ النخلي فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهما وَقَرَأَ عَلَيْهِ من أهل