وَمِنْهُم الْفَقِيه شمس الدّين أَبُو عفيف الْحَضْرَمِيّ هُوَ أحد تلامذة القَاضِي عمر اليافعي وَكَانَ فَقِيها مُبَارَكًا مجودا فِي الْفِقْه مشاركا بِغَيْرِهِ درس بحياة شَيْخه ثمَّ بعد وَفَاته وَكَانَ رَفِيقه فِي الْقِرَاءَة الْفَقِيه عفيف الدّين عِيسَى بن عمر اليافعي الْمُتَوَلِي للْقَضَاء بعدن فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وثمانمئة ثمَّ توفّي بعد ذَلِك قبل سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحِمهم الله
وَمِنْهُم الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي الْأَجَل جمال الدّين مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بن كبن قيل إِنَّه سمع قَوْله بِأَن الْمُحب الطَّبَرِيّ شَارِح التَّنْبِيه جده وَقد ثَبت اتِّصَال نسبه إِلَى قُرَيْش وَكَانَ هَذَا القَاضِي شيخ الْإِسْلَام وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام جَامع أشتات الْفَضَائِل والمضاهي بِحسن سيرته الجلة من الْأَوَائِل أول اشْتِغَاله فِي الْعلم على القَاضِي رَضِي الدّين أبي بكر الحبيشي قَاضِي عدن فِي الدولة الأشرفية وَله مِنْهُ الإجازات الْكَثِيرَة وَمن شُيُوخه الْعَلامَة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن الصّديق الرسام وَالشَّيْخ الْعَالم رَضِي الدّين ابو بكر بن الْحُسَيْن المراغي الدِّمَشْقِي وَله شُيُوخ غَيرهم تغرب إِلَى الشحر وَإِلَى التهايم وَإِلَى الْجبَال وَالْتمس من الْعلم مَا تأهل بِهِ للتدريس وَالْفَتْوَى ثمَّ تولى الْقَضَاء بثغر عدن بعد وَفَاة القَاضِي الحبيشي فَكَانَ أول ولَايَته سنة سبع وثمانمئة وَحصل فِي خزانته من الْكتب الَّتِي حصلها بِيَدِهِ وشراها نَحْو ألف كتاب واستوثق لَهُ الْأَمر واستفحلت شوكته وخالق النَّاس بِخلق حسن وَكَانَ لَهُ فِي التدريس الْيَد الْعَالِيَة والبراعة بالعبارة الجيدة واللطف والسياسة وشارك بِعلم الطِّبّ