المئة التَّاسِعَة اجْتمع إِلَيْهِ جمَاعَة من فُقَهَاء الْيمن فأفادهم واستفاد مِنْهُم وَقد تقدم ذكر بعض ذَلِك وَمَا اتّفق من الشّعْر والأحجيات بَينه وَبَين القَاضِي شرف الدّين إِسْمَاعِيل المقرىء والأديب الجحافي وَغَيرهمَا وَقد كَانَ صنف كتبا مفيدة مِنْهَا بُلُوغ المرام فِي أَدِلَّة الْأَحْكَام والمئة العوالي والمعجم فِي رجال الحَدِيث ثمَّ رَحل من الْيمن إِلَى مصر فصنف فِيهَا التصانيف الْكَثِيرَة مِنْهَا شرح البُخَارِيّ وَلم يكمله بل اخترمته الْمنية بِمصْر وَقد كَانَ تولى فِيهَا الْقَضَاء الْأَكْبَر وأفضت إِلَيْهِ الرياسة بِجَمِيعِ الْعُلُوم
وَله شعر رائق مِنْهُ القصيدة فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أثبتها فِي الأَصْل الَّتِي أَولهَا
(إِن كنت تنكر شوقا زادني كلفا ... حسبي الَّذِي قد جرى من مدمعي وَكفى)
وَمِنْهُم السَّيِّد الشريف شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الحسني القادري كَانَ إِمَامًا مُحدثا فَقِيها قَرَأَ على جمَاعَة من الشُّيُوخ الأكابر بِمصْر وَالشَّام وَمَكَّة وَغَيرهَا وأجازوا لَهُ ثمَّ دخل الْيمن بعد سنة عشر وثمانمئة فَاجْتمع بالأكابر وَأفَاد واستفاد وَكَانَ لَهُ شعر حسن من ذَلِك مَا قَالَه فِي مدح الْقَامُوس