قد يروي الكبير القدر أو السن، أو الكبير فيهما معا عمن دونه، كما قيل:"لا ينبل الرجل حتى يأخذ عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه".
ومن الفائدة فيه ألا يتوهم انقلاب السند، أو يتوهم أن الراوي دون المروي عنه، نظرا إلى ان الأغلب كون المروي عنه أكبر من الراوي، وقد روي عن عائشة رضي الله عنها قالت:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم"(١).
وقد ذكروا مما يندرد تحت هذا النوع رواية الصحابي عن التابعي، كرواية العبادلة وغيرهم من الصحابة عن كعب الأحبار بعض ما كان يحدث به من أخبار السابقين.
وهذا قد استند إليه بعض الملاحدة فزعم -تبعا للمستشرقين- أن الصحابة سمعوا من كعب الأحبار أشياء ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه دعوى فاجرة، قامت على تحريف كلام العلماء، فإن العلماء لم يقولوا أبدا إن الصحابة نسبوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا وقع ذلك من الصحابة، وإنما نبهوا إلى هذا النزول في السند دفعا للتوهم.
(١) أخرجه أبو داود في الأدب: ٤: ٢٦١، وأعله بالانقطاع، وتساهل الحاكم فحكم بصحة الحديث، في المعرفة، وتابعه على ذلك ابن الصلاح وابن كثير، ونبه الحافظ العراقي على ضعف الحديث في نكته: ٤٢٥ طبع حلب