للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتعضدها بالرواية من طرق أخرى، لكن كثيرا ضعفه الأكثرون، ومنهم من تركه ورماه، ومشاه الباقون (١).

ورواية الأبناء عن آبائهم مما يحتاج لمعرفته، فإن المشاهد في الكثير من الأحيان أن لا يذكر اسم الأب أو الجد في السند، ويخشى أن يخفى على الناظر فيه.

وفي بعضها ما يحتاج إلى التبيه على حقيقته:

كما في نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فإن الضمير في جده يرجع إلى أبيه شعيب، أي أن السلسلة هكذا عمرو بن شعيب عن أبيه شعيب عن جده أي جد شعيب وهو عبد الله بن عمرو، وقد قيل إن شعيبا لم يسمع من جده، لكن التحقيق أنه سمع منه، وإن هذا السند حجة.

وكرواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، فإنه لم يسمع أباه (٢).

وقد صنف العلماء في هذا النوع لتحقيق مثل هذا الغرض كتبا كثيرة، كابن أبي خيثمة، وأبي نصر الوائلي السجزي، ثم الحافظ العلائين وكتابه أجمع مصنف في ذلك. نقل عنه العلماء أشياء كثيرة.


(١) طعن بعض المحدثين على الترمذي لتحسينه أحاديث كثير بن عبد الله. وقد أزلنا الشبهة في كتابنا الإمام الترمذي في فصل المكانة العلمية لعلم الترمذي في صناعة الحديث.
(٢) نبه على ذلك الترمذي في "زكاة البقر": ٣: ٢١. وانظر أطروحتنا: ١٠٨.
وقد عني الحافظ أبو موسى المديني في كتابه "اللطائف من علوم الحفاظ الأعارف" بالأسانيد المنقطع من رواية الأبناء عن الآباء، واستقصى هذا النوع فصل خاص فجمع نحوا من مائة إسناد، معظمها لم يذكر في كتب المراسيل. والكتاب مخطوط في الظاهرية، انظر ورقة ٧٨ إلى آخره.

<<  <   >  >>