للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك مما تعقبه العلماء على كتاب المختارة (١)، يحتم على طالب العلم التثبت والتحري فيما يعزى إلى هذا الكتاب، أو يصحح لوجوده فيه.

المستدركات على الصحيحين:

المستدرك: كتاب يخرج فيه صاحبه أحاديث لم يخرجها كتاب ما من كتب السنة، وهي على شرط ذلك الكتاب، أي رجالها يروى لهم ذلك الكتاب.

وقد ألفت عدة كتب استدركت أحاديث على الشيخين (٢)، أشهرها وأكثرها تداولا بين العلماء كتاب "المستدرك على الصحيحين" للإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري "المتوفى سنة (٤٠٥) هـ"، أودعه أحاديث على شرطهما، أو شرط أحدهما، وأخرج فيه أحاديث صحيحة ليست على تلك الصفة (٣)، فجاء كتابا كبيرا حافلا.

لكن العلماء انتقدوه بأنه متساهل في التصحيح واسع الخطو فيه.

وقد صنف الحافظ شمس الدين محمد الذهبي المتوفى " (٧٤٨) هـ" ملخصا لهذا المستدرك، وتعقب ما فيه من النكارة والضعف، وخلص إلى نتيجة هامة في أحاديث هذا الكتاب، حيث قرر أن فيه جملة وافرة على شرطهما، وأخرى كبيرة على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب، وفيه نحو الربع مما صح سنده وإن كان فيه علة،


(١) التعليقات على الأسئلة العشرة الكاملة: ١٥٣ - ١٥٥.
(٢) ذكر بعضا منها في الرسالة المستطرفة: ١٧ - ١٩.
(٣) ذكر تحقيق شرط الشيخين وعمل الحاكم في المستدرك في التدريب: ٦٥ - ٧٠ وانظر التوسع في كتاب "الحاكم النيسابوري" للزميل الدكتور محمود ميرة: ٢٩٨ وما بعد.

<<  <   >  >>