للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نسبي، وشيء ينقدح في نفس الحافظ، وربما تقصر عبارته عن تبريريه تفصيلا (١).

٣ - الصحيح لغيره:

الصحيح الذي سبق تعريفه هو الذي بلغ درجة الصحة بنفسه دون أن يحتاج إلى ما يقويه ويسميه العلماء الصحيح لذاته. وهذا لا يشترط للحكم بصحته أن يكون عزيزا أي أن يروى من وجه آخر.

أما الصحيح لغيره: فهو الحديث الحسن لذاته إذا روي من وجه آخر مثله أو أقوى منه بلفظه أو بمعناه، فإنه يثقوى ويرتقي من درجة الحسن إلى الصحيح، ويسمى الصحيح لغيره.

مثال ذلك: حديث بهز بن حكيم السابق، فقد أخرجه الشيخان عن أبي هريرة باللفظ الذي سبق في الحديث الصحيح. والظاهر أن السائل المبهم فيه هو معاوية بن بهز، وقد ورد بلفظ: "من أبر" في بعض طرقه عند مسلم (٢). فقوي حديث بهز بذلك، وأصبح "صحيحا لغيره".

والسبب في هذا الارتقاء أن الحسن بهذا التعدد للسند تجتمع له


(١) هذا في رأينا محمل قول ابن كثير "أنه أمر نسبي ينقدح عند الحافظ، ربما تقصر عبارته عنه". أما ما يجعل أمرا وجدانيا غير منضبط فذلك مالا نقبله، وذلك الذي أردنا رده في اطروحتنا ص ١٦١.
(٢) وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري، في أوله رقم /٥/، وانظر فتح الباري: ١٠: ٣٠٩.

<<  <   >  >>