للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه كذب فهو أحد الكاذبين" (١).

أسباب الوضع وأصناف الواضعين:

وقد عني العلماء بدراسة أسباب الوضع وتصنيف الواضعين بحسب الأسباب التي دعتهم إلى الوضع، لما في ذلك من إلقاء الضوء لكشف الأحاديث الموضوعة.

ونقدم هنا عرضا مستخلصا مما بحثوه:

١ - أول أسباب الوضع ظهورا هو الخلاف الذي دب بين المسلمين بسبب الفتنة وما أعقبها من تصدع الجماعة الإسلامية إلى فرق مختلفة، حيث راح أصحاب كل فرقة يضعون الأحاديث انتصارا لمن يزعمون أنه أحق بالخلافة، ولما يبتغونه من المآرب، ومما يزيدنا أسفا أن ينجرف بعض المنتسبين إلى السنة فيعارض المنحرفين بأحاديث يختلقها أيضا لتقوية السنة والجماعة ...

وهكذا كثرت الأحاديث الموضوعة في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والعباس ومعاوية وغيرهم، مثل: حديث: "أبو بكر يلي أمتي بعدي". وحديث: "علي خير البشر من شك فيه كفر".

وحديث: "الأمناء ثلاثة أنا وجبريل ومعاوية".

وغير ذلك مما وضع لتأييد فريق ضد فريق آخر في المسائل الخلافية التي وقعت بين الفرق والمذاهب، مثل حديث: "القرآن غير مخلوق". وحديث: "لا تقوم الساعة حتى يقولوا بآرائهم" (٢).


(١) سبق تخريجه في ص ٣٤. وانظر التدريب: ١٧٨. واعتمدنا في بحث الحديث الموضوع على مقدمة ابن الجوزي لكتابه الموضوعات، وخاتمة اللآلئ المصنوعة للسيوطي، وديباجة الحافظ ابن عراق لكتابه "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة".
(٢) انظر الكلام على هذه الأحاديث في كتاب "المغني في الضعفاء" للذهبي وقد أثبتنا أرقامها في فهرسته.

<<  <   >  >>