للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عبد الله بن المبارك: "لولا الإسناد لذهب الدين، ولقال امرؤ ما شاء أن يقول: ولكن إذا قلت عمن؟ بقي! " (١).

وقال ابن المبارك أيضا: "بيننا وبين القوم القوائم" (٢). يعني الإسناد.

وقال الأوزاعي: "ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد" (٣).

وقال سفيان بن عيينة: "حدث الزهري يوما بحديث. فقلت: هاته بلا إسناد. فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلم" (٤).

لذلك عني المحدثون بتحقيق الأسانيد والبحث فيها، لما أنه كثيرا ما يتوصل عن طريق السند إلى نقد للمتن لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق البحث في السند، وقد بذل المحدثون غاية الجهد في تتبع الأسانيد وتقصيها حتى رحلوا من أجلها في البلاد، وجالوا في الآفاق، لكي يعثروا على سند، أو لكي يبحثوا في سند صعب عليهم أمره.

وأنواع مصطلح الحديث التي تتعلق بالسند إما أن تحصل من النظر في سند الحديث من حيث الاتصال أو عدم الاتصال، وإما أن تحصل من


(١) أخرجه البيهقي كما في شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب: ٥٨ بتحقيقنا.
(٢) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: ١٢.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في أول التمهيد: شرح علل الترمذي: ٥٨.
(٤) أخرجه البيهقي كما في شرح العلل للحافظ ابن رجب: ٥٨، وأخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث: ٤٢، وورد نحوه عن ابن المبكارك أخجره الخطيب في شرف أصحاب الحديث بلفظه: ٤٢ وفي الكفاية: ٣٩٣ عن عبد الله بن المبارك قال: "مثل الذي أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم". وانظر مزيدا من الأثار عن السلف في شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب: ٥٦٠٦٢.

<<  <   >  >>