للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرسل، بسبب اختلاف موقعه عند المحدثين.

والمشهود أن الحديث المرسل: هو ما رفعه التابعي، بأن يقول: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"، سواء كان التابعي كبيرا أو صغيرا.

مثاله: ما رواه الشافعي (١): "أخبرنا سعيد عن ابن جريج قال أخبرني حميد الأعرج عن مجاهد أنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر من التلبية لبيك اللهم لبيك .. " إلخ.

مجاهد تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث مرسل.

وعلى هذا المعنى اقتصر المتأخرون، فلا يطلقون المرسل إلا بهذا المعنى.

أما المتقدمون فأكثر ما يطلقون المرسل فيما ذكرناه، وقد يطلقونه بمعنى المنقطع أيضا. وعلى ذلك جرى الخطيب وابن الأثير في المرسل (٢) وهو مذهب الفقهاء والأصوليين.

ومن أمثلة ذلك حديث موسى بن طحلة عن عمر بن الخطاب قال: طإنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة في هذه الأربعة: الحنطة والشعير والزبيب والتمر" (٣).

قال أبو زرعة: "موسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمر مرسل" (٤). وقال يحيى بن معين: "ما روى الشعبي عن عائشة مرسل" (٥)


(١) ترتيب مسند الشافعي: ١: ٣٠٤ - ٣٠٥. وسعيد هو ابن سالم القداح سمع من ابن جريج.
(٢) الكفاية: ٣٨٤. وجامع الأصول: ٦٢ - ٦٤.
(٣) سنن الدارقطني: ٢: ٩٦.
(٤) المراسيل لأبي حاتم الرازي: ١٢٧ وانظر التلخيص الحبير: ١٧٩.
(٥) المراسيل: ١٠٥.

<<  <   >  >>