للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بوجه صحيح زال الاضطرب، وإذا اختل شرط واحد من هذين الشرطين زال الاضطراب عن الحديث.

والاضطراب بحسب موقعه في الحديث ينقسم إلى قسمين:

الاضطراب في السند، وهو الأكثر، والاضطراب في المتن، وهو نادر (١).

ومن أمثلة المضطرب: حديث زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث" (٢).

قال الترمذي: (٣): "حديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب".

وسبب اضطرابه أنه اختلف فيه على قتادة اختلافا كثيرا:

فرواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم.

وقال هشام الدستوائي عن قتادة عن زيد بن أرقم.

ورواه شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم.

ورواه معمر عن قتادة عن النضر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا الاختلاف موجب لاضطراب الحديث.

وحكم الاضطراب: أنه يوجب ضعف الحديث. لأنه يشعر بعدم


(١) كما ذكر السخاوي في فتح المغيث: ١٠١.
(٢) أخرجه أبو داود في مطلع السنن وابن ماجه رقم ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٣) في مطلع جامعه، وفيه سبب الاضطراب، وانظر تحفة الأحوذي: ١: ١٥.

<<  <   >  >>