للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل ما ورد عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني".

قال إسحاق بن عيسى: فأتيت حماد بن زيد فسألته عن الحديث فقال: وهم أبو النضر -يعني جرير بن حازم- إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبي عثمان معنا، فحدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني". فظن أبو النضر أنه فيما حدثنا ثابت عن أنس".

وبهذا تبين انقلاب السند على الراوي وأنه جعل المتن لغير السند الذي روي به (١).

وقد يقع السهو بأن توضع لفظة موضع لفظة من متن الحديث.

ومن أمثلته ما رواه مسلم في حديث: "سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله". فقد جاء في هذه الرواية: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله".

وهذا قد انقلب على روايه "والحديث مروي في البخاري وغيره من طرق بلفظ "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" (٢).

ومما قيل فيه ذلك: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله


(١) الحديث أخرجه على الصواب البخاري "متى يقوم الناس إذا رأوا الإمام": ١: ١٢٥، ومسلم: ٢: ١٠١ وما رواه إسحاق في وهم جرير أخرجه عنه الإمام أحمد في كتاب العلل ومعرفة الرجال: ١: ٢٤٣، ورواه الترمذي عن البخاري في الجمعة "الكلام بعد نزول الإمام من المنبر": ٢: ٣٩٥.
(٢) البخاري في الجماعة "باب من جلس في المسجد .. ": ١: ١٢٩ ومواضع أخرى ومسلم في الزكاة "فضل إخفاء الصدقة": ٣: ٩٣.

<<  <   >  >>